كشف باحثون كيف يفكر الدماغ وتعيد تشكيل نشاطه. كما اكتشفوا أن الناس يتذكرون الأفكار الجديدة بشكل أفضل من الحلول التي تم التوصل إليها من خلال نهج سابق. حيث قد يكون لهذه النتائج تداعيات مهمة على أسلوب التدريس في الفصول الدراسية.
وقال روبرتو كابيزا، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك، ببيان جامعي: “إذا مررتَ بلحظة أه أثناء تعلم شيء ما. فإن ذلك يضاعف ذاكرتك تقريبًا”.
وأضاف: “نادرًا ما يكون هناك تأثير قوي على الذاكرة كهذا”. وفقا لموقع “Gizmodo”.
إعادة تشكيل الدماغ
تُشير النتائج إلى أن هذه اللحظات لا تُقدم فقط حلاً للمشكلة، بل تُحدث تغييراً فيزيائياً في نشاط الدماغ. هذا التغيير قد يكون هو السبب وراء قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات المستفادة في هذه اللحظات بشكل أقوى وأكثر ديمومة. فكأن الدماغ يُعيد توصيل نفسه ليتناسب مع الإدراك الجديد.
This Is What Your Brain Looks Like When You Solve a Problem https://t.co/Dh2cup79ZG
— Gizmodo (@Gizmodo) May 18, 2025
حل ألغاز التفكير
وقال كابيزا هو المؤلف الرئيسي لدراسة نشرت في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز. أثناء قيام المشاركين في الدراسة بحل ألغاز التفكير. سجل هو وزملاؤه نشاط أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وهي تقنية تقيس التغيرات في تدفق الدم المرتبطة بنشاط الدماغ.
وأضاف أن كانت ألغاز التفكير عبارة عن ألغاز بصرية تملأ الفراغات. تكشف عن صورة كانت مخفية سابقًا بمجرد إكمال المشاركين للصورة.
مع أن هذا النشاط قد يبدو طفوليًا. إلا أن هذا الاكتشاف البسيط “ينتج نفس السمات الموجودة في أحداث الإدراك الأكثر أهمية”. كما أوضح كابيزا.
وبمجرد أن ظن المشاركون أنهم حلّوا لغزًا، سألهم الفريق عن مدى تأكدهم من حلهم، وما إذا كانوا قد توصلوا إلى الحل فجأة (في لحظة اكتشاف) أم أنهم عملوا عليه بشكل أكثر تعمدًا.
نتائج الدراسة
وبشكل عام، لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين أبلغوا عن لحظات الاستنارة تذكروا حلولهم بشكل أفضل بكثير من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
كما كشف التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن هذه الإلهامات حفزت نشاطًا هائلًا في الحصين، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن التعلم والذاكرة.
وتسببت لحظات الاستبصار الأقوى في دفقات أقوى من النشاط. وعندما حل المشاركون اللغز وتعرفوا أخيرًا على الجسم السري.
تغيرات في ديناميكيات إطلاق النبضات العصبية
ولاحظ الباحثون أيضًا تغيرات في ديناميكيات إطلاق النبضات العصبية لديهم. وخاصة في مناطق القشرة القذالية الصدغية البطنية، المسؤولة عن التعرّف على الأنماط البصرية.