كيف تقوم "مزارع مدار" بتغيير تقنيات الزراعة في الإمارات؟

المحتوي

تواجه العديد من الدول، مثل الإمارات العربية المتحدة، مشاكل متعلقة بزيادة إنتاج الغذاء بسبب المساحة المحدودة والطلب المتزايد وتناقص الموارد؛ لذا قرر أصحاب “مزارع مدار” تكوين فريق وإجراء عملية.

تتضمن هذه العملية الزراعة الرأسية مع الزراعة المائية لزراعة الأغذية باستخدام موارد أقل بكثير من الموارد التقليدية. وفوائد هذا النمط الجديد من الزراعة وفيرة في عالم تزداد فيه الحاجة إلى الأمن الغذائي.

-التفكير في الحلول

وعلى الرغم من أن دولة الإمارات غنية نسبيًا، إلا أنها لا تزال تواجه مشاكل متعلقة بالأمن الغذائي؛ حيث إنها بلد صحراوي، لا توجد صناعة زراعية متقدمة به، وينبع هذا عادة من عدم توفر التربة الخصبة وإمدادات المياه العذبة.

وفي الواقع فإن 5% فقط من الأراضي في الإمارات تصلح للزراعة، وبالتالي فإن الطرق التقليدية لن تكون قادرة إلا على توفير كمية صغيرة من احتياجات الدولة.

وتستورد الإمارات ما بين 80 % و90% من إجمالي إمداداتها الغذائية، وهذا يتركها دون إمدادات محلية من المواد الغذائية وكذلك نقص الأغذية المغذية الطازجة. وبسبب الاضطرابات السياسية في المنطقة يمكن أن تُمنع شحنات الأغذية الكاملة من دخول البلاد؛ لذا لضمان حصول سكان الإمارات على الغذاء والماء لسنوات مقبلة، من الضروري التفكير خارج الصندوق.

-البداية

أسس “عبد العزيز الملا”؛ في عام 2017، “مزارع مدار”، وجاء ذلك بعد إدراكه للقضايا الصارخة التي تواجهها الإمارات والعديد من الدول العربية فيما يتعلق بالأمن الغذائي.

وأثناء عمل “الملا” في وظيفته السابقة كان يعلم أنه يمكن إيجاد طريقة أفضل لإنتاج الطعام؛ لذلك استقال من وظيفته وبدأ العمل في “مزارع مدار”. ولشغفه بالأمن الغذائي، أسس شركة “مزارع مدار” والتزم بتطوير الحلول منذ ذلك الحين.

يتألف فريق “مزارع مدار” من مزيج من الأشخاص ذوي الخلفيات التجارية والمهندسين والإخصائيين الزراعيين. ولم يتوصلوا لطرق مبتكرة لزراعة الطعام فحسب، بل أنشأوا نموذج أعمال يمكنه إبقاء المزارع تعمل في المستقبل.

وأثبتت هذه الطرق المبتكرة أنها وسيلة ثورية محتملة للبلدان التي تعاني من مناخات زراعية فقيرة؛ للبدء في تأمين مصدر للغذاء.

-طرق زراعية غير تقليدية

تستخدم “مزارع مدار” تقنيات زراعية متقدمة؛ لإنشاء مزرعة فعالة في الصحراء؛ حيث استخدموا حاويات الشحن كواجهة خارجية، ومزيجًا من الزراعة الرأسية والزراعة المائية لزيادة إنتاجهم إلى الحد الأقصى.

وتتولى المزارع تنظيم درجة الحرارة لإبعاد المحاصيل عن الحرارة، كما أنها تستخدم الأضواء الزرقاء لتحل محل ضوء الشمس. أما النظام المائي المستخدم فيجلب العديد من الفوائد، أولها: قلة استخدام مبيدات الحشرات، فهذه المحاصيل التي تزرع في الماء لا تحتاج إلى مبيدات؛ لأن معظم الآفات والحشرات تعيش في التربة.

بالإضافة إلى ذلك، تسمح الزراعة المائية باستخدام كميات أقل من المياه في عملية الزراعة. في الواقع، تستخدم المزارع 95% من المياه أقل من الطرق التقليدية. وعن طريق توفير الكثير من المياه، فإنها قادرة على حماية مورد مهم ونادر. ومن المزايا الإضافية الأخرى لأساليب المزارع “النمو على مدار العام”؛ نظرًا لأنها تتحكم في كل جانب، بما في ذلك الماء والمواد الغذائية وأشعة الشمس، فهي قادرة على زراعة المحاصيل بشكل مستمر.

كما لا داعي للقلق بشأن تناوب المحاصيل أو إعطاء الحقول الوقت لاستعادة العناصر الغذائية المفقودة؛ لأنها تتحكم في مستويات المغذيات في الماء. هذه الأساليب المبتكرة ليست سوى واحدة من الطرق العديدة التي تتبعها “مزارع مدار” لتغيير أساليب الزراعة. ونتيجة لذلك سيتمكن المزارع من توفير محاصيل طازجة على مدار العام، علاوة على ذلك، فإن هذه المحاصيل المزروعة محليًا خالية من المبيدات والكائنات المعدلة وراثيًا وتساعد في الحفاظ على الموارد الثمينة.

-دور الدولة

حددت حكومة دولة الإمارات الأمن الغذائي كأولوية قصوى لاستمرار نمو الدولة. وفي عام 2018، أطلق وزير الأمن الغذائي في الإمارات استراتيجية وطنية للأمن الغذائي تحدد الحاجة إلى تحسينه.

ويتيح اهتمام الحكومة بالدعم الفرصة لمساعدة “مزارع مدار”، فمن المحتمل أن تصبح المزارع جزءًا راسخًا من صناعة الأغذية في الإمارات.

علاوة على ذلك، يُقدّر الخبراء أن صناعة الزراعة العمودية ستصبح بمليارات الدولارات في عام 2020. ومع تزايد حاجة العالم إلى الغذاء مع النمو السكاني، فإن الطلب على الزراعة الرأسية سيكون مرتفعًا؛ حيث تتطلع البلدان إلى تأمين إمدادات الغذاء والمياه.

المصدر: borgenmagazine:How Madar Farms is Changing Agriculture

بعد قراءة الموضوع يمكنك معرفة المزيد عن الكلمات الآتية: