كيف أثرت الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة بأمريكا؟

عالم التكنولوجيا     ترجمة

 

انخفضت نسبة الأرض والعمالة المستخدمة في المزارع الأمريكية منذ الأربعينيات. لكن خلال الفترة نفسها تضاعف الإنتاج الزراعي ثلاث مرات تقريبًا، وفقًا للإحصاءات الفيدرالية؛ بسبب عامل رئيسي واحد وهو: التكنولوجيا.

 

وخلال العامين الماضيين شهدنا انطلاقة قوية لاستخدام الطائرات بدون طيار. فبدءًا من تعزيز التغطية بالفيديو للأحداث إلى تقييم تبعات الكوارث الطبيعية، أصبح لتلك الطائرات اليوم دور رئيسي تؤديه في سياقات عديدة مختلفة، بل هي تشكل جزءًا من استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة.

 

والواقع أن الإمكانيات التي توفرها تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بعيدة المدى، وتستفيد المزارع من هذه القدرات في رصد استخدام الموارد الطبيعية وزيادة الاستدامة. كما توفر الطائرات بدون طيار في الوقت والتكاليف، وتتيح بيانات وصورًا محدّثة بدقة عالية لأغراض مختلفة عديدة. وهي أيضًا سهلة الاستخدام؛ ما يجعل منها الأداة المثالية للخبراء والهواة على حد سواء.

 

فوائد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة بالولايات المتحدة:

 

تقليل استخدام مبيدات الآفات والحشرات

فوائد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة
فوائد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة

 

يُعد المحرك التكنولوجي الرئيسي الذي يعزز الإنتاج الآن في الزراعة الأمريكية هو الطائرات بدون طيار، والتي مكنت المزارع من زيادة غلة المحاصيل مع تقليل استخدام مبيدات الآفات والحشرات.

 

وفي حين أن المزارع تستخدم تقليديًا الجرارات أو أدوات أخرى لرش المحاصيل بالأسمدة والمبيدات الحشرية فإن هذه الوظيفة يتم الاستيلاء عليها تدريجيًا بواسطة الطائرات بدون طيار؛ إذ تسمح للمزارعين بتحديد مناطق معينة بدقة تحتاج إلى مغذيات أو حماية من الحشرات.

 

يقول “آرثر إريكسون”؛ الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة Hylio، وهي شركة مقرها ريتشموند بولاية تكساس وتنتج الطائرات بدون طيار الزراعية: “بمجرد أن يبدأ المحصول في النمو وتظهر عليه علامات انتشار الفطريات أو نوع من انتشار الأعشاب الضارة في أقسام مختلفة من الحقل لا يمكنك الدخول إلى هناك وعزل تلك البقع ورشها فقط. عليك أن تأتي وترش كل شيء”.

 

ولا يتسبب هذا النهج العشوائي في قيام المزارعين برش المبيدات بشكل مفرط فحسب، بل إنه ينطوي أيضًا على مخاطر صحية وبيئية بسبب انجراف المبيدات الحشرية، وحركة غبار المبيدات أو قطراتها عبر الهواء.

 

ويضيف “إريكسون”: “يمكن أن تتدفق المبيدات الحشرية إلى الجداول وتؤثر في المنظمات الحية الأخرى. لكن باستخدام الرش الموضعي فأنت تقوم فقط برش ذلك الموقع أو المنطقة الفردية، كما أنك تمتلك المزيد من التحكم في المكان الذي تذهب إليه تلك المادة الكيميائية”.

 

وتقلل الطائرات بدون طيار الزراعية، من شركة Hylio، من الانتشار البيئي لمبيدات الآفات والحشرات؛ لأنها تسمح للمزارعين باستهداف مناطق محاصيل معينة تحتاج إلى العلاج. وتأتي كل طائرة من الطائرات بدون طيار الثلاث (AG-110 وAG-116 وAG-122)، التابعة للشركة، مزودة بتدفق فيديو عالي الدقة، وأجهزة استشعار للرادار تسمح لها باكتشاف العوائق وتجنبها، ووحدات GPS قادرة على تحديد المواقع العادية وRTK.

 

  • تحتوي AG-110 على خزان سعة 2.6 جالون ويمكن أن يغطي مساحة عرض من 15 إلى 25 قدمًا عند 15 فدانًا/ساعة.
  • تحتوي AG-116 على خزان سعة 4.2 جالون، ويمكن أن يغطي مساحة عرض من 25 إلى 30 قدمًا عند 25-30 فدانًا/ساعة.
  • تحتوي AG-122 على خزانين سعة 2.6 جالون، بعرض 25 إلى 30 قدمًا ويغطي 30 إلى 35 فدانًا/ساعة.

 

وتتراوح تكلفة الطائرات بدون طيار من 20 ألف دولار أمريكي لطائرة AG-110 إلى 40 ألف دولار أمريكي لطائرة AG-122. وفي حين أن المزارع الصغيرة قد تتعاقد مع خدمة رش الطائرات بدون طيار لاستخدام المبيدات الحشرية فإن المزارع الأكبر قد تشتري أسطولًا من ثلاث أو أربع طائرات بدون طيار.

 

– تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة

 

تشير الدراسات أيضًا إلى أن الطائرات بدون طيار المستخدمة في عمليات الزراعة تقلل التكاليف. كما يحصل المزارع الأمريكي العادي الذي يستخدم طائرات زراعية بدون طيار على عائد استثمار يبلغ 12 دولارًا للفدان الواحد للذرة، و2 إلى 3 دولارات للفدان لفول الصويا والقمح، وفقًا لبحث أجراه اتحاد مكتب المزارع الأمريكي.

 

وحتى المزارع الصغيرة المملوكة للعائلات، والتي تمثل 90% من جميع المزارع الأمريكية، تدمج الطائرات بدون طيار في عملياتها؛ من خلال التعاقد مع مقدمي الخدمات لنشر أنظمة الطائرات بدون طيار لرسم الخرائط الجوية ورش المحاصيل للأسمدة والمبيدات.

 

ومع ارتفاع متوسط ​​عمر المزارعين في الولايات المتحدة إلى 57.5 عام تساعد الطائرات بدون طيار أيضًا في التخفيف من نقص العمالة وتحسين الكفاءة، كما يقول “لويس واسون”؛ مساعد الإرشاد البارز في جامعة ولاية ميسيسيبي الأمريكية ومعلم الطائرات بدون طيار لخدمات الحياة البرية بوزارة الزراعة الأمريكية.

 

ويوضح “واسون”: “توفر الطائرات بدون طيار للمزارعين الكثير من الوقت في عدم الاضطرار إلى الخروج وقضاء الوقت في المشي والنظر إلى الأشياء. يمكنهم إرسال الطائرة بدون طيار وإلقاء نظرة على تلك البقعة الدقيقة”.

 

– إنشاء صور عالية الدقة

فوائد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة
فوائد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة

 

قبل رش المحاصيل يحتاج المزارعون إلى صور عالية الدقة حتى يتمكنوا من التركيز على أقسام محاصيلهم التي تحتاج إلى عناية. وبينما استخدمت المزارع صور الأقمار الصناعية منذ السبعينيات يمكن للطائرات بدون طيار التي تحمل كاميرات وأجهزة استشعار تقديم بيانات أكثر دقة حول المحاصيل.

 

وتنتج الأقمار الصناعية صورًا باستخدام وحدات بيكسل تغطي قدمين على أصغر مستوى، ولكن يمكن للطائرات بدون طيار تكبير حجمها إلى بوصة مربعة وتسمح للمزارعين برؤية النباتات الفردية، بما في ذلك تقييم صحتها ونضجها واحتياجات الري.

 

وتُباع أنظمة تحديد المواقع والتوجيه التي تنتجها العديد من الشركات لمقدمي الخدمات الذين يقومون بتثبيتها على طائرات بدون طيار وتقديم صور المسح للمزارعين. كما تسمح هذه الصور للمزارعين بتحسين الغلات، وتحديد متى تحتاج المحاصيل إلى الري وتقديم المشورة بشأن وقت حصاد المحاصيل.

 

ويتم بيع أحدث الموديلات، وهي أصغر حجمًا وأخف وزنًا وتستهلك طاقة أقل، لمقدمي الخدمات الذين يقدمون استطلاعات التصوير لكل من المزارع الصغيرة والكبيرة.

 

وفي المستقبل القريب من المتوقع أن تقوم الطائرات بدون طيار بربط العملية المتنامية والمبيعات والنقل وأي خدمات لوجستية تحتاج إلى معلومات تعتمد على الموقع؛ لدعم عمليات الزراعة والحصاد ولجميع فئات المحاصيل القابلة للتلف أو غير القابلة للتلف. كما ستتولى الطائرات بدون طيار المسؤولية من حيث مراقبة الصحة والنمو ومكافحة الأمراض وحتى ري جميع المحاصيل.

 

المصدر:

U.S. Farms Embrace Drone Technology Benefits

 

اقرأ أيضًا:

الطائرات بدون طيار.. تقنية تفتح آفاقًا جديدة للمزارعين

الرابط المختصر :
اترك رد