تُعد مهمات استكشاف الفضاء، خاصة المريخ، محط أنظار العالم منذ عقود. ومع كل مهمة جديدة تترك المركبات الفضائية والأجهزة العلمية بصمتها على الكوكب الأحمر.
لكن هل تتعدى هذه الآثار كونها مجرد “قمامة فضائية”؟ حيث تقدم دراسة جديدة نشرت في دورية “نيتشر أسترونومي” رؤية جديدة ومثيرة للاهتمام حول هذه المسألة.
العثور على بقايا في كوكب المريخ
وفقًا للدراسة فإن المركبات الفضائية والأجهزة التي تم تركها على سطح المريخ لا تمثل مجرد حطام بلا قيمة، بل تشكل سجلًا تاريخيًا فريدًا. يوثق التطور التكنولوجي للبشرية، ويحكي قصة جهودنا الحثيثة لاستكشاف الفضاء الخارجي. بحسب قناة “الشرق”.
فيما استهدف أكثر من 50 مهمة فضائية المريخ. حاملةً معها مجموعة متنوعة من المركبات المتجولة والمجسات الثابتة. ورغم النجاحات البارزة التي حققها بعض هذه المهام إلا أن العديد منها واجه مصيرًا مختلفًا. حيث فشل في الوصول إلى سطح الكوكب أو توقف عن العمل بعد فترة من الزمن.
وتشمل هذه البقايا معدات الهبوط المتخصصة مثل: المظلات الحرارية وأغطية الحماية التي تستخدم لتنظيم دخول المركبات إلى الغلاف الجوي. بالإضافة إلى حطام المركبات الفاشلة مثل: مسبار Beagle 2. والمركبات المعطلة مثل: Spirit وOpportunity.
ويري الباحثون أن هذه البقايا ليست مجرد حطام بل هي آثار لرحلة تاريخية طويلة، تشهد على إبداع العقل البشري وتصميمه على الوصول إلى آفاق جديدة.
وهذه القطع الأثرية الفضائية تحمل في طياتها قصصًا عن التحديات التي واجهها العلماء والمهندسون، والإنجازات التي حققوها في سبيل تحقيق حلم استكشاف الكوكب الأحمر.
كما أن هذه البقايا هي بمثابة كبسولة زمنية، تحمل في داخلها معلومات قيّمة عن الحضارة البشرية في عصرنا، وستظل شاهدًا على هذه الحقبة التاريخية للأجيال القادمة.
الهدف من الدراسة الجديدة
تدعو دراسة جديدة أجراها الأنثروبولوجي جاستن هولكومب؛ من جامعة كانساس، إلى إدراج هذه المواد ضمن التراث الإنساني المشترك وحفظها. مؤكدةً أن هذا الإجراء يساهم في فهم أعمق لتاريخ استكشاف الإنسان للفضاء.
وتؤكد الدراسة أن المركبات الجوالة وأجزاء المركبات الفضائية المتناثرة على سطح المريخ تمثل شهادة مادية على تطور قدراتنا التكنولوجية وسعينا الدؤوب لاستكشاف الفضاء. ما يوفر لنا فرصة فريدة لدراسة تاريخنا التكنولوجي وتطوره على نطاق كوني.