في أول حلقة من سلسلة لقاءات “تحدي الأزمة” بـ “غرفة مكة”: مختصون: “كورونا” أضفى تغييرات جوهرية على نمط الحياة العامة

كتب: حسين الناظر

أكد خبراء ومهتمون بالتقنية أن أزمة جائحة كورونا ستُسرع من توجه العالم نحو العمل بالتقنية؛ إذ سترتفع نسبة تنفيذ المعاملات الحكومية إلكترونيًا في المملكة من 37% قبل الأزمة إلى مستويات أعلى، فيما سيرتفع عدد الأسر التي تستخدم الإنترنت، والذي وصل قبل الأزمة إلى 86.8%، ليتخطى حاجز 33 مليون مستخدم، بما يعادل أكثر من 93% من عدد سكان المملكة، ليتجاوز عدد ساعات الاستخدام 8 ساعات يوميًا.
جاء ذلك خلال “ويبنار” اللقاء الافتراضي الأول الذي أطلقته الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة أمس الأحد، ضمن سلسلة لقاءات تحدي الأزمة بعنوان “التكنولوجيا في مواجهة فيروس كورونا COVD-19″، وأداره ضيف الله الخزمري؛ مدير المركز الإعلامي لغرفة مكة المكرمة.
واللقاء سلط الضوء على تحديات الأزمة الحالية وأهمية التحول الرقمي، وفعاليته في إدارة الأزمات ومستقبل التقنية بعد أزمة كورونا.
من جانبه، أكد هشام محمد كعكي؛ رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، أن مرحلة ما بعد كورونا ستشهد اعتمادًا أكبر على التجارة الإلكترونية، بحجم نمو يتجاوز 20%، حيث تصل حاليًا إلى نحو 33 مليار ريال، وهو ما يمثل 45% من حجم التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط.

وقال “كعكي”؛ خلال اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، إن التغيرات قادمة بلا محالة وبدأت آثارها في الظهور خلال هذه الأيام؛ حيث ستتغير الكثير من العوامل والتعاملات الاقتصادية، كما ستكون هناك تغييرات كبيرة في طريقة سير دولاب العمل، ونوعية المهارات، مبينًا أن الأزمة أبرزت أهمية استخدام التطبيقات الإلكترونية في حياة الناس، وطريقة تعاملهم في شراء حاجياتهم، لافتًا إلى أن تغييرات كبيرة ستبدو على طريقة الحياة، متسائلًا عما كان الناس مستعدون لهذه التغييرات التي بدأت تطل برأسها من خلال أزمة كورونا.

في أول حلقة من سلسلة لقاءات “تحدي الأزمة” بـ “غرفة مكة”: مختصون: “كورونا” أضفى تغييرات جوهرية على نمط الحياة العامة

وأكد الدكتور فيصل علاّف؛ الرئيس التنفيذي لشركة “وادي مكة للتقنية”، أن لكل أزمة جانبًا إيجابيًا، قد يكون على شكل توفير فرص جديدة، وشركة “وادي مكة” تقدم الإرشاد والدعم لرواد الأعمال عن بُعد، مشيرًا إلى أنه اتضح أن الشركات القائمة على التطبيقات الأقل تضررًا من الأزمة الحالية، مستدركًا: “لكن فيما يتعلق بأنشطة التصنيع اتجهنا إلى الطابعات الثلاثية الأبعاد في تقديم منتجات للقطاع الصحي”.
واعتبر أن جائحة “كورونا” اختبار حقيقي لجاهزية كل الأجهزة في المملكة، وكثير منها أثبتت نجاحها، فالتعليم كله تحول إلى “أون لاين” بشكل يختبر الشبكات وجاهزيتها، مبينًا أن الأزمة منحت فرصة كبيرة للشركات الناشئة، وأن دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للقطاع الخاص لا يمكن وصفه، معتبرًا أن المستقبل سيكون للشركات الناشئة القائمة على التطبيقات والسوفت وير، وهي تعمل من خلال الأجهزة الحاسوبية بدون أن يكون لهم مكتب أو أطقم محددة.
أما عبد الله القحطاني؛ مدير الإدارة العامة للتحول الرقمي الحكومي “يسّر”، فقال “نحن نعمل مع هيئة الأمن السيبراني على حوكمة الاختراقات والتحديات والعمل على حلها بالشراكة مع القطاعات الحكومية الأخرى، والتحول الرقمي أثبت فعاليته وجاهزيته في إدارة الأعمال في هذه الأزمة التي هي من أهداف رؤية 2030”.
ولفت إلى أهمية الأمن السيبراني؛ ما قاد إلى تأسيس هيئة متخصصة، تعمل على صد الهجمات على المنصات بشكل عام، أما مبادرة العطاء الرقمي فهي جزء من مجموعة مبادرات التحول الرقمي، وتدل على مستوى النضج الذي وصلنا إليه في القطاع الحكومي في تفعيل التعامل مع المبادرات، وهي جميعها نتيجة عمل دؤوب ومنهجية؛ لتمكين مسرعات التحول الرقمي، وتحقيق مستهدفات المنظمات.
بدوره، أوضح سامر طيان؛ المدير التنفيذي لشركة “zoom” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن سهولة استعمال تطبيق Zoom هي سر إقبال الجمهور عليه، خاصة في الفترة الحالية التي تقتضي العمل عن بُعد، والفترة الحالية طورنا التطبيق ليصبح أكثر أمانًا، وهذه الفترة بشكل عام ستنتج الكثير من المميزات التقنية الجديدة للتطبيق في المستقبل.

في أول حلقة من سلسلة لقاءات “تحدي الأزمة” بـ “غرفة مكة”: مختصون: “كورونا” أضفى تغييرات جوهرية على نمط الحياة العامة

وقال أمين الشحنه؛ مسؤول المبيعات في شركة Zoom، إن ثقافة الأمن السيبراني لم تعد حكرًا على جهة معينة، بل أصبح من ضروريات الحياة التي لا بد أن تُدّرس؛ نظرًا للتحول التكنولوجي الحاصل في حياتنا، والنقطة المحورية هي الآلية التي تتبعها الشركات في مواجهة الاختراقات وسرعة تطبيقها.
من جهته، قال المهندس مصطفى داغستاني؛ مدير إدارة تقنية المعلومات بغرفة مكة المكرمة، إن الغرفة قدمت منصة تقنية لتدريب الشباب أون لاين لتقديم حزمة من الدورات والدبلومات المتخصصة، باستغلال الظروف الراهنة، مضيفًا: اتخذنا خطوات سباقة في مجال التحول الرقمي قبل بدء الأزمة بوقت طويل؛ حيث اعتمدنا الخدمات السحابية وغيرها من سبل العمل التقنية، والآن عززنا سبل الاتصال أكثر، وفعّلنا آليات العمل بشكل أكبر ليتواصل العمل “أون لاين” وأوصلنا الأجهزة للموظفين في منازلهم، ونقدم لهم باقات الدعم الفني وهم في منازلهم؛ حتى يؤدوا مهامهم بذات الفاعلية.

الرابط المختصر :