فاطمة الزهراء الأتراكتشي تحدث ثورة بعالم الطب والنانو تكنولوجي

اكتشفت لغة التخاطب بين البكتيريا

لم تدخل قائمة فوربس للشخصيات الأكثر تأثيرًا حول العالم تحت سن الثلاثين من فراغ، وإنما لابتكارها العبقري الذي سوف يحدث ثورة في عالم الطب، والذي لم يسبقها إليه أحد من قبل؛ ذلك الابتكار الذي سوف يجعله الله عز وجل سببًا لإنقاذ الآلاف من البشر؛ وهو التوصل إلى طريقة تعرف بها لغة البكتريا وتواصلها مع بعضها البعض؛ وبالتالي تشخيص نوع المرض خلال ثوان!

إنها الدكتورة فاطمة الزهراء الأتراكتشي؛ عالمة تكنولوجيا النانو التي تقول إن بعض أنواع البكتريا يصل حجمها إلى 500 واحدة في المليمتر، والتي توصلت إلى ترجمة صوت وطريقة تواصل البكتريا مع بعضها البعض، قبل أن تتسبب في مرض الإنسان؛ وهو اكتشاف يعالج المريض الذي لم يعد يؤثر معه تناول المضادات الحيوية .

النشأة والدراسة

ولدت الدكتورة فاطمة بالكويت عام 1989م، وهي من أصول لبنانية عراقية، وتحمل الجنسية الدانماركية.. حيث انتقلت مع عائلتها إلى الدنمارك بعد حرب الخليج لتستقر في الدنمارك؛ وتدرس في جامعاتها.. حتى أصبحت الأستاذة المساعدة بقسم العلوم والبيئة بجامعة روسكيلد.

أجهزة الاستشعار الدقيقة

كانت الأتراكتشي تميل منذ طفولتها إلى العلوم وحب الاطلاع؛ حتى اختارت تخصص الفيزياء في دراستها بالجامعة التقنية بالدنمارك Technical University of Denmark.

لم تكتفِ بالبكالوريوس، بل نالت الماجستير، ثم الدكتوراه في نفس الجامعة عام 2018 في تخصص النانوتكنولوجي عن بحثها الذي يحمل عنوان: “أجهزة الاستشعار الدقيقة والنانوية للتشخيص المبكر للعدوى البكتيرية” والذي تضمن إمكانية الاكتشاف المبكر للعدوى البكتيرية بطريقة عبقرية مكنتها من حصد جائزة DTU Bioengineering ، وجائزة مؤسسة Lundbeck.

 

لغة التخاطب بين البكتيريا

تقول الدكتورة فاطمة الزهراء: “خلال أبحاثي على البكتيريا وترجمة لغتها، اكتشفت أنها تتخاطب فيما بينها بإيعازات خاصة على شكل مركبات كيميائية، أتاحت لي معرفة سلوكها، ولغة التخاطب فيما بينها، وكيف تضع الخطط، وكيف تكون عائلتها، وكيف تخدع جهاز المناعة بجسم الإنسان عندما تكون خاملة لمدة زمنية لحين اتخاذ قرار بالهجوم معًا في وقتٍ واحد؛ إذ تُبلِّغ بعضها البعض بأعدادها الإجمالية فإن لم يكن عددها كافيًا للهجوم، فإن إشاراتها في البيئة المحيطة تختفي”.

وقد توصلت الدكتورة فاطمة إلى لغة الباكتيريا بتطويرها مستشعرًا نانويًا لفهم لغة البكتيريا، تمكنت من خلاله من التجسس على السلوك الاجتماعي، وتواصل البكتيريا فيما بينها.

سبب التوصل للابتكار

عانت الدكتورة فاطمة بعد ولادتها من مضاعفات التهاب بكتيري كاد يتسبب في وفاتها؛ لعجز الأطباء على إعطائها العلاج المناسب لحين ظهور نتائج الفحص التقليدي المتبع الذي استغرق أيامًا.

يُعد المستشعر النانوي الذي طورته الدكتورة فاطمة أسهل وأسرع وأكثر حساسية من الطرق التقليدية التي تستغرق عادة من يومين إلى ثلاثة أيام؛ إذ تظهر نتيجته خلال 30 ثانية فقط؛ ما يساعد الأطباء في التشخيص المبكر، وتحديد العلاج المناسب؛ وبالتالي إنقاذ الآلاف.

هذا يعني أن البكتريا وهي تجهز خطة هجومها وتتخاطب مع بعضها البعض للهجوم على الرئة مثلًا، يمكن لابتكار الدكتورة فاطمة تحديد هذا التوقيت وهذا التخاطب، ومنع البيكتريا من الهجوم على العضو الذي تريد مهاجمته في جسم الإنسان .

أسست فاطمة الزهراء شركتها PreDiagnose  في الدنمارك؛ بهدف تسويق ابتكارها لتستفيد منه المؤسسات الصحية؛ إذ تؤمن بأن على العلماء عليهم تسخير إمكانتهم وخبراتهم في خدمة الإنسانية.

فحص كورونا

بعد ظهور جائحة كورونا، كرست الدكتورة فاطمة إمكاناتها العلمية للكشف عن الإصابة؛ إذ حصلت على دعم بتلقيها جائزة المليون ونصف كرونة دنماركية من صندوق الابتكار (250 ألف دولار) لقيادة فريق بحثي- بالتعاون مع جامعة روسكيلد ومستشفى ليلبيلت- لتطوير اختبار سريع يكشف عن COVID19 باستخدام كاشف كهروكيميائي مزدوج وتشخيص الاستجابة المناعية للمضيف.

اتسم هذا الفحص بدقته وسرعته وإمكانية استخدامه في المنزل؛ ما يقود إلى معرفة المصابين والمتعافين؛ فيساعد المتعافين في العودة إلى عملهم ،وعزل المصابين، ومنع تفشي المرض، مع تحديد مكان المريض في مسار المرض.

اقرأ:

هدى المراغي.. عالمة مصرية تحصل على وسام كندا الشرفي

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.