تعدد وتنوع الأجهزة المعروضة يضع العملاء في كثير من الأحيان، في حيرة وتخبط عند اتخاذ قرار الشراء. خاصة عملاء أجهزة الألعاب الإلكترونية؛ حيث دائما ما يرغبون في ترقية شاشة ألعاب مناسبة للنسخ الأحدث من الألعاب المفضلة.
فقد أعلنت شركة سوني مؤخرًا عن جهاز PS5 Pro الجديد وسط ضجة كبيرة، ودهشة من سعره البالغ 699 جنيهًا إسترلينيًا. وفي الوقت نفسه يترقب عشاق Nintendo جهاز Switch 2 الذي تم تقديم موعد إطلاقه.
ومع ذلك، غالبًا ما يتم نسيان جزء مهم من جهاز الألعاب عندما يقوم اللاعبون ببناء “معاركهم” – شاشة العاب؛ فقد يظن الكثير أن جميع أجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة متساوية في التصميم. ولا يوجد فرق بينهم ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة.
مواصفات شاشة الألعاب المثالية
مما لا شك فيه أن هناك اختلافات كبيرة بين شاشات التلفزيون وشاشات الكمبيوتر؛ فغالبًا ما تتميز شاشات الكمبيوتر الشخصي بكثافة بكسلات أعلى من أجهزة التلفزيون؛ ما يعني ببساطة أنها قادرة على ضم عدد أكبر من البكسلات في كل بوصة من الشاشة؛ ما يؤدي إلى جودة صورة أكثر وضوحًا.
كما أن الشاشات مصممة لتقليل التأخر في الإدخال، وهو ما يشير إلى الوقت الذي يستغرقه المستخدم بين ضغطه على مفتاح على لوحة المفاتيح وظهور الحرف على الشاشة. وهذا يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الألعاب التنافسية؛ إذ يتم الضغط على الأزرار بعد اتخاذ قرارات في جزء من الثانية. كما أن شاشات الكمبيوتر الشخصي مهيأة بشكل أفضل بكثير للألعاب على وجه التحديد.
ولكن مع ظهور تقنية OLED التي أحدثت ثورة في تقنية العرض. أصبحت الألوان تبدو أكثر حيوية من أي وقت مضى. بينما تقل ضبابية الحركة؛ ما يعني أن اللاعبين لا يزال بإمكانهم تحديد الأشياء في البيئات سريعة الحركة.
وبالتالي أصبحت الدقة فائقة الوضوح، والتي يشار إليها أيضًا باسم 4K ميزة شائعة في الشاشات المتطورة. وتشير دقة ”4K“ إلى دقة تبلغ نحو 4000 بكسل؛ ما يجعلها خيارًا جيدًا للألعاب أو تحرير الفيديو الاحترافي.
معدل التحديث
وفي عالم الرياضات الإلكترونية المحترف، أهم رقم يجب التركيز عليه عند التحقق من المواصفات الفنية للشاشة هو معدل التحديث؛ إذ تتحدد النتائج بأجزاء من الثانية. كما يمكن أن يكون لتأخر الإدخال تأثير كبير على نجاح اللاعب أو فشله.
وقال سيزار أكوستا، كبير مديري المنتجات بشركة شركة AGON المتخصصة في تصنيع شاشات الألعاب، لـ Sky News: “إن معدل التحديث العالي مثل 240 هرتز ضروري للألعاب التنافسية. فهو يقلل الوقت بين تحديثات الإطارات؛ ما يقلل من تأخر الإدخال ويوفر حركة أكثر سلاسة. وهذا يمكن أن يمنح اللاعبين ميزة تنافسية”.
كما أشار إلى أن الشاشات المنحنية، التي أصبحت أكثر انتشارًا في السوق الآن، يمكنها أيضًا تعزيز الاندماج من خلال مطابقة الانحناء الطبيعي للرؤية البشرية بشكل أفضل وتغليف المستخدم لتقوية الرؤية.
لماذا ينفق عشاق الألعاب الكثير من المال على شاشات العرض في حين أن معظم الألعاب ليست حتى بدقة 4K؟
تتقدم رسومات الألعاب بمعدل ينذر بالخطر، وقد تشتهر NVIDIA بتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي هذه الأيام. ولكن ثالث أكبر شركة في العالم لها جذورها في وحدات معالجة الرسومات (GPUs). ولا تزال إنفيديا رائدة في سوق إنتاج وحدات معالجة الرسومات. حتى أنها تطبق الذكاء الاصطناعي على أجهزتها لترقية الألعاب القديمة. إضافة إلى تحقيق أقصى استفادة من الألعاب الجديدة.
وقال برايان كاتانزارو، نائب رئيس قسم أبحاث التعلم العميق التطبيقية في Nvidia، لـ Sky News: “نريد تمكين ألعاب الفيديو التي تبدو وكأنها مستمدة من الأفلام مباشرةً – إضاءة واقعية، مدفوعة بتتبع الأشعة الكامل، بدقة 4k وما بعدها”.
إن بطاقات الرسومات قادرة على جعل الألعاب القديمة تبدو وكأنها إصدارات حديثة. حيث تستخدم تقنية ”DLSS“ المملوكة لها التعلم الآلي لإدخال إطارات ووحدات بكسل بشكل مصطنع لتحسين الصورة.
كما أشار كاتانزارو إلى أن DLSS يمكنها توليد 7 بكسلات من كل 8 بكسلات على الشاشة بشكل مصطنع؛ ما يحسن رسومات اللعبة حتى 4 أضعاف. وهذا من شأنه رفع مستوى لعبة تم إصدارها بدقة 1080p HD في 2014 إلى 4K اليوم.
ومما لا شك فيه أن سوق الشاشات كبير ومتنوع، وقد يرغب عشاق الألعاب الإلكترونية في الحصول على شاشة ذات دقة أقل ولكن بمعدل تحديث أعلى. كما يبحث أولئك الذين يرغبون في وضع بطاقة الرسومات الجديدة الفخمة الخاصة بهم في خطواتها عن لوحة OLED بدقة 4K، كما هو الحال مع كل شيء في عالم الألعاب المتنوع والغالي الثمن. إلى اللاعب وأولوياته ومحفظته.