عميد كلية الزراعة بجامعة كورنيل يكشف عن استراتيجيات إزالة الكربون
يمكن للمناظر الطبيعية والنظم البيئية معالجة حوالي 25٪ من انبعاثات الكربون التي يسببها البشر. ومع ذلك، فإن الابتكارات في التكنولوجيا والبحث والتطوير يمكن أن تساعد هذه العمليات الطبيعية في أن تصبح أكثر كفاءة، مع توفير فوائد إضافية لصحة التربة والنباتات والبشر والحيوانات.
انضم “بنجامين هولتون”؛ عميد كلية الزراعة، وعلوم الحياة وأستاذ البيئة وعلم الأحياء التطوري والتنمية العالمية في “جامعة كورنيل” الأمريكية، إلى مجموعة من الخبراء يعملون مع منظمة (EFI)؛ لتحديد المسارات الرئيسية لإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون الأرضي التي تستحق المزيد من الاستثمار.
وتُعد (EFI) منظمة غير ربحية تعمل على تطوير حلول تغير المناخ؛ من خلال التحليل القائم على العلم وبناء التحالفات والقيادة الفكرية.
إن التقرير الجديد من قبل منظمة (EFI) والأعضاء الجدد جزءًا من سلسلة تستكشف الاستراتيجيات القائمة على المحيطات والأراضي لإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون، وتزويد صانعي السياسات بخلفية شاملة حول خيارات البحث والتطوير والنشر لكل فكرة مقترحة.
قال “هولتون”: “التحدي المناخي هو أكبر تهديد واجهناه كمجتمع عالمي. نحن بحاجة إلى الانتقال السريع إلى اقتصاد الكربون السلبي؛ حيث تنخفض الانبعاثات إلى صفر لتجنب أخطر تأثيرات المناخ في الناس والاقتصاد والكوكب. ويتطلب هذا التحدي نشر الطاقة المتجددة واحتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون على نطاق عالمي”.
وأوضح “هولتون” أنه من بين توصيات المجموعة، هناك تقنية تسمى التجوية المحسنة للصخور تظهر إمكانية قوية لعزل الكربون. ويُظهر بحث ” هولتون” المستمر في مركز إبداع الأراضي العاملة، وهو مشروع تعاوني تتمثل مهمته في تحفيز جهود عزل الكربون في الأراضي الزراعية؛ من خلال استخدام غبار الصخور كمادة مضافة للتربة في المزارع -والتي تمثل 50٪ من جميع الأراضي الصالحة للسكن في العالم- يمكن أن يزيد من احتجاز الكربون في الغلاف الجوي.
وتوفر العناصر الغذائية في الصخور وقودًا لعملية التمثيل الضوئي وتسمح للنباتات بمعالجة المزيد من ثاني أكسيد الكربون. ويوضح عمل “هولتون” أن الصخور المسحوقة، الغنية بالمغذيات الدقيقة المهمة، تستعيد أيضًا صحة التربة، وتزيد من العائد الإجمالي للمحاصيل وتحسن كثافة المغذيات في النباتات.
ويضيف ” هولتون”: “بينما يستثمر الباحثون وصانعو السياسات في الحقبة التالية من حلول تغير المناخ، فإن التجوية المعززة للصخور جنبًا إلى جنب مع تعديلات التربة الأخرى، مثل الفحم الحيوي والسماد العضوي، توفر تقنية خط المواجهة، والتي يمكنها حبس الكربون بأمان لآلاف السنين”.
تتضمن الحلول الإضافية التي قدمتها لجنة خبراء (EFI) الابتكارات في مجال التكنولوجيا الحيوية مثل الهندسة الوراثية والبيولوجيا التركيبية وتحرير الجينوم، والتي يمكن أن توفر أنواعًا جديدة من المحاصيل النقدية التي لديها قدرة أكبر على امتصاص الكربون.
وستعمل جهود التكاثر على تطوير سمات أخرى أساسية للصناعة الزراعية، بما في ذلك مقاومة التهديدات من الأمراض والآفات والطقس.
وفقًا للتقرير، فإن التبني الواسع النطاق للمحاصيل عالية الأداء -بالإضافة إلى مراقبة أفضل من خلال الاستثمارات في الحوسبة وتحليلات البيانات واسعة النطاق والذكاء الاصطناعي- يوفر إمكانات هائلة لزيادة قدرة النظم البيئية الأرضية على إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون.
وتابع “هولتون”: “يمكننا تصميم أفضل التقنيات وتربية أنواع نباتية أفضل، ولكن علينا معرفة ما الذي يتطلبه الأمر حتى يثق بها الناس ويتبنونها. نحن بحاجة إلى تطوير حوافز للمزارعين ومربي الماشية حتى يحصلوا على أموال مقابل عزل الكربون وخدمات النظام البيئي؛ لذلك علينا أن نتحد حول هذه التحديات الكبرى، ونجلب أصحاب المصلحة إلى طاولة المفاوضات، ونحشد الحلول في أسرع وقت ممكن، الأمر الذي يتطلب استثمارات ضخمة في مجال البحث والتطوير”.
ومن المفترض أنه سيتم استخدام تقرير (EFI) لتشكيل سياسات حلول مناخية جديدة على المستويات الفيدرالية والولائية والمحلية.
اقرأ أيضًا:
ما هي أهم مستهدفات قطاع الزراعة لعام 2021؟
ولمتابعة أحدث الأخبار الاقصادية اضغط هنا