تعتبر صناعة العطور من الصناعات الإبداعية التي تعتمد على الخبرة البشرية في مزج المكونات الطبيعية والاصطناعية للحصول على روائح فريدة.
ومع ذلك أحدث التطور التكنولوجي السريع ثورة في هذه الصناعة؛ إذ أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا قويًا لصانعي العطور. كما يساهم بشكل كبير في تصميم العطور وابتكارها.
فيما تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالتفضيلات الشمية، وتوليد آلاف من التركيبات العطرية المحتملة في وقت قياسي. هذا التطور التكنولوجي يفتح آفاقًا واسعة أمام صانعي العطور؛ حيث يمكنهم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لاكتشاف توليفات عطرية غير تقليدية وإرضاء أذواق المستهلكين المتغيرة باستمرار.
بينما يسعى مصنعو العطور جاهدين للبقاء في صدارة المنافسة؛ لذلك يلجأون إلى أحدث التقنيات لتطوير منتجاتهم. ومن بين هذه التقنيات برز الذكاء الاصطناعي كأداة قوية لفهم احتياجات المستهلكين وتلبية توقعاتهم.
أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة العطور
في حين يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالروائح، وتاريخ صناعة العطور، وتفضيلات المستهلكين. هذا التحليل يساعد على فهم العوامل التي تؤثر في جاذبية العطر، وتحديد الاتجاهات الناشئة بالسوق.
وأيضًا يستخدم الذكاء الاصطناعي الخوارزميات المعقدة لاكتشاف تركيبات عطرية جديدة ومبتكرة. ويمكنه مقارنة ملايين من المكونات المختلفة وتحديد التوافقات المثالية بينها؛ ما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع في عالم العطور.
كما يمكنه التنبؤ بكيفية تفاعل المكونات المختلفة عند مزجها، وهذا يقلل من الوقت والجهد اللازمين لتطوير عطور جديدة.
يمكن للذكاء الاصطناعي كذلك تصميم عطور مخصصة لكل فرد بناءً على تفضيلاته الشخصية؛ ما يجعل تجربة شراء العطور أكثر شخصية. وهو يساهم في تحديد الجماهير المستهدفة لكل عطر، وتطوير استراتيجيات تسويقية فعالة.
مع أخذ الاعتبارات البيئية والأخلاقية في الاعتبار تعمل الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تحديد المكونات المستدامة وتحسين العمليات. وإحداث ثورة في كيفية تصنيع العطور دون إغفال البصمة الخضراء.
شركات استعانت بالذكاء الاصطناعي
تقود شركات، مثل “جيفودان”، هذا التوجه بأدوات مثل “كارتو”، وهو إنجاز مذهل للتكنولوجيا يساعد صانعي العطور على ابتكار الرائحة المثالية.
ومن خلال الانغماس في المكونات الحقيقية واختيار التركيبات المتميزة يتم إنتاج العينات على الفور، وهي أعجوبة من عجائب العلوم الحديثة والخبرة الشمية.
وتذهب شركة “لوريال”، بالشراكة مع إيموتيف، إلى أبعد من ذلك. حيث تقدم خيارات رائحة مخصصة؛ من خلال تقنية الموجات الدماغية EEG.