إنجاز جديد من إنجازات رؤية 2030 يضاف إلى سجل المملكة العربية السعودية الحافل بالإنجازات؛ حيث حصدت المملكة تصنيفًا متميزًا ضمن الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقًا لـ مؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2024، الذي أكد أن المملكة من أوائل دول العالم التي تطورت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي.
مؤشر جامعة ستانفورد يعد بمثابة مرجع مهم للمهتمين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لذا فإن اختياره تصنيفه للمملكة يؤكد على ريادتها في هذا المجال المهم الذي أصبح يشكل مستقبل العالم.
كذلك تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030؛ حيث يرتبط 70% من هذه الأهداف بشكل مباشر بالذكاء الاصطناعي، بينما يرتبط الباقي بالذكاء الاصطناعي بشكل غير مباشر.
كما يظهر هذا التصنيف المكانة المتميزة التي تحتلها المملكة العربية السعودية في المؤشرات العالمية في مختلف المجالات، بما في ذلك مجال الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه الإنجازات استكمالاً لإنجازات المملكة العربية السعودية السابقة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ حيث حصلت المملكة على المركز الأول عالميًا في مؤشر الاستراتيجيات الحكومية للذكاء الاصطناعي لعام 2023، كما حصلت على المركز الثاني عالميًا في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، بحسب مؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2023.
وتعكس هذه الإنجازات التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بتطوير مجال الذكاء الاصطناعي وجعله عنصرًا رئيسيًا في تحقيق أهداف رؤية 2030، كما تشير إلى المكانة المتميزة التي تحتلها المملكة العربية السعودية كرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي والعالمي.
وتؤكد هذه الخطوة على عزم المملكة العربية السعودية على مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من إمكانياته الهائلة لتحقيق التنمية المستدامة، أيضا خلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ما هي إنجازات المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
وخلال العقود الماضية، حقّقت المملكة العربية السعودية إنجازات عظيمة على مختلف الأصعدة، من خلال توحيد البلاد، وبناء البنية التحتية، كذلك تطوير التعليم والصحة، وتحقيق الاستقرار والأمان، وتعزيز الاقتصاد، وتوطين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ويعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تغيير مشهد الأعمال والمهن في جميع أنحاء العالم؛ فالبلدان والشركات تتنافس على القيادة والهيمنة.
ومن المتوقع أن تمثل الولايات المتحدة والصين نحو 70% من التأثير الاقتصادي العالمي للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
ولا يبدو أن هذا الرقم يخيف المملكة العربية السعودية من دخول المنافسة؛ حيث يقدر التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط بحلول عام 2030 بنحو 320 مليار دولار، منها 135.2 مليار دولار من المتوقع أن تعود إلى المملكة العربية السعودية.
الذكاء الاصطناعي في رؤية 2030؟
تقع التكنولوجيا المتقدمة في قلب رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وتقدر الحكومة السعودية أن تحقيق 66 من أهداف رؤيتها لعام 2030 يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتطوير ونشر التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ويتمثل جوهر رؤية 2030 في دفع المملكة العربية السعودية نحو اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة وقائمًا على المعرفة؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين رفاهية مواطنيها وفرصهم.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق رؤية 2023؟
يساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق رؤية 2023 بعدة طرق نذكر منها:
1- تنويع الاقتصاد
تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتقليل استخدامها للنفط وصادراتها كمصدر نهائي للإيرادات. ومن جهودها في هذا المجال هو تحولها إلى مركز قوة للذكاء الاصطناعي. حيث تجتذب 20 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية والمحلية بحلول عام 2030. وتحصد رواد الأعمال والشركات الموجهة نحو الذكاء الاصطناعي.
2- زيادة التوظيف وفرص العمل
المملكة العربية السعودية عازمة على تحصين قوتها العاملة في المستقبل ضد تهديدات الذكاء الاصطناعي المحتملة من خلال الاستثمار في المواهب المتنامية ذات التوجه التكنولوجي.
وبدأت بالفعل في تدريب وتطوير مجموعة تضم 20 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي والبيانات بحلول عام 2030.
3- تطوير القطاع الخاص
ومن خلال إطلاق “الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي” في أكتوبر 2020. من المتوقع أن تحصل المملكة العربية السعودية على حصة 31.3% من نمو التكنولوجيا بين عامي 2018 و 2030 من حيث متوسط النمو السنوي في مساهمتها حسب المنطقة. وفقًا لتقرير صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز.
4- تحسين التعليم والتدريب
في الواقع تعمل المملكة العربية السعودية على رعاية المواهب المحلية من خلال الترويج لمسابقات الذكاء الاصطناعي و”الهاكاثونات”. وتشجيع الباحثين والطلاب على مواجهة التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لاكتساب خبرة عملية قيمة.
بالإضافة إلى ذلك فإن تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتعزيز الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية. وتحسين نوعية الحياة، وتمكين المرأة في القوى العاملة. كلها مدرجة في قائمة أهداف رؤية 2030.
5- توفير بيئة تنظيمية
تصدر المملكة العربية السعودية قوانين وتشريعات تدعم نمو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كذلك أنشأت هيئات تنظيمية لضمان استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي.
الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAI)
منذ إطلاقه في عام 2020، شهد أهم تطور تنظيمي يؤثر على النظام البيئي التكنولوجي الناشئ في المملكة العربية السعودية.
وبناءً عليه، أنشأت المملكة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) وهيئاتها الفرعية الثلاثة:
- المركز الوطني للذكاء الاصطناعي
- المكتب الوطني لإدارة البيانات
- مركز المعلومات الوطني
وقادت “سدايا” بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات فريق عمل الاقتصاد الرقمي لمجموعة العشرين. ووجهت استجابة المملكة لجائحة كوفيد-19 من خلال إطلاق تطبيقات مثل ”توكلنا” و ”تباعد“.