دورالتكنولوجيا في تعزيز قطاع الأعمال وتوفير فرص العمل

دورالتكنولوجيا في تعزيز قطاع الأعمال وخلق فرص العمل
دورالتكنولوجيا في تعزيز قطاع الأعمال وخلق فرص العمل

الدكتور عادل عامر


في ظل المتغيرات العالمية الجديدة التي أفرزتها المعطيات الاقتصادية والثورة التكنولوجية، أصبحت الريادة والتنوع سمة أساسية من سمات الاقتصاديات المعاصرة، وإن التطور التكنولوجي وتقدم الاتصالات وازدياد المعرفة وانتقال الاقتصاد إلى اقتصاد رقمي مترابط ساهمت في ازدياد دور الأفكار الإبداعية والريادية.

واستفادت منظمات الأعمال الحديثة كثيرًا من تكنولوجيا المعلومات وآلياتها في تحسين أدائها وإنتاجيتها؛ ما جعلها تنتهج عدة أساليب واستراتيجيات الابتكار والإبداع، إضافة إلى الدور الكبير لتكنولوجيا المعلومات في إدارة هذه العملية.

يتلخص دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتنمية في محورين أساسيين؛ المحور الأول: أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت صناعة قائمة بذاتها وتمثل أحد أهم مصادر التقدم وزيادة الدخل القومي في معظم الدول المتقدمة، فضلًا عن الدول ذات الاقتصاديات المتطورة عالميًا، ومن ناحية أخرى فإن التقدم في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يؤدى إلى تطورات هائلة في جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى. 

وبالنسبة للمحور الأول؛ حيث يمثل قطاع الاتصالات والمعلومات قطاعًا اقتصاديًا منفصلًا، نجد أن  الموارد البشرية والقدرات الفنية، وشراء المعدات، والبرمجيات، وتثبيت الشبكات، كل هذا يجعل من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سوقًا مهمًا من الناحية الجوهرية في كل الدول تقريبًا، بل أكثر أهمية في الدول التي تعتمد عملية التنمية فيها اعتمادًا مباشرًا على القدرة على التواصل كما هو الحال في البلدان العربية.

واستمدت هذه السوق طاقتها من نمو الإنترنت وشبكة الويب العالمية ومن التطبيقات الممكنة على الإنترنت، ويتراوح نطاق هذه السوق بين تطبيقات كل من الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والخدمات الطبية إلخ… وفى المحور الثاني، توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسائل دعم الأنشطة التي تنتفع من المعلومات الموجهة والموثوق بها؛ بما في ذلك تحسين ظروف المجتمعات المحرومة ودعم الخفض من حدة الفقر، فعلى سبيل المثال، جعلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرعاية الصحية أكثر شمولًا وأتاحتها من خلال العلاج عن بُعد وزادت من فاعلية التعليم عن طريق التعلم عن بُعد.

ويعتبر وجود نظام معلومات موثوق به أمرًا ضروريًا من أجل الإدارة الفاعلة وتشغيل القطاعين العام والخاص، ويجب أن يغطي هذا النظام مجالات مختلفة، مثل المعلومات الداخلية للحكومة، وخدمات المواطنين، والتجارة، وأعمال البنوك، والعلاقات الدولية.

ويجب تأكيد أهمية امن المعلومات والبيانات والشبكات لإنجاح مجتمع المعلومات، وهنا يجدر الإشارة إلى أهمية وجود محتوى باللغة العربية؛ حتى تستفيد منه جميع قطاعات الشعب، الأمر الذي يدعو إلى وجود صناعة خاصة بالمحتوى وتعريب المستويات المختلفة التي تتكون منها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بالإضافة إلى استخدام أسماء النطاقات باللغة العربية.

واستفاد عدد كبير من الدول على مدار السنوات القليلة الماضية من الفرص التي أتاحتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ لدعم اقتصاديات هذه الدول وتحقيق معدلات غير مسبوقة في خطط التنمية بها. وتم في هذا الإطار وضع السياسات اللازمة، وإرساء الإرشادات اللازمة لتنفيذها وتطوير خطط عمل إقليمية ووطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كجزء من أهدافها التنموية الشاملة. كما أن التقدم خطوة بخطوة في العملية التنظيمية وما يتضمنه ذلك من استراتيجية منسقة ومتعددة الأفرع يعد أمرًا أساسيًا لتطوير هذا القطاع.

ويلعب كل من التعليم وفرص الاستثمار وتوافر البنية التحتية ونقل التكنولوجيا للدول النامية دورًا كبيرًا في التقدم في هذا المجال. مع الأخذ في الاعتبار إتاحة التقنيات المتقدمة والبرمجيات للدول النامية، وإشراك الدول النامية في برامج البحث والتطوير العالمية في مجال تقنية المعلومات. وتتجه النية في البلدان العربية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كعنصر التقدم الرئيسي نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتهدف هذه الوثيقة إلى بناء منطقة تستفيد استفادة كاملة من خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول عام 2008.

وإذا أراد قادة العالم وصناع السياسات تطبيق هذا المجتمع بفاعلية وعدالة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب أن يكونوا صادقين مع أنفسهم في رؤيتهم للشعوب وإتاحة الفرص العادلة لهم. ولذلك يحتاج قادة العالم وصناع السياسات إلى المشاركة في المعلومات والخبرات، واتخاذ موقف جماعي حاسم حول توازن مصالح الأطراف المختلفة في العالم وإلى صياغة رؤية مشتركة لبناء مجتمع المعلومات، وفي الوقت ذاته احترام تنوع الهوية الثقافية وتقديم فرص متساوية للتنمية للجميع، بما في ذلك ضمان ما ورد في إعلان الألفية بشأن التزام الدول المتقدمة بتقديم نسبة 0.7% من ناتجها القومي للتنمية في الدول النامية.

وتبرز هنا القمة العالمية لمجتمع المعلومات كفرصة فريدة من نوعها لقادة العالم والأطراف الرئيسية كي يلتقوا في تجمع عالي المستوى؛ سعيًا وراء نوع من الإجماع على “رؤية مشتركة وفهم أفضل لمجتمع المعلومات، وتبني إعلان مبادئ وخطة عمل”.


أدوار القطاعات المختلفة في بناء مجتمع المعلومات


يجب تحديد الجهات وتوزيع الأدوار وتحمل المسؤوليات في مجتمع المعلومات بين الأطراف المعنية.  وفيما يلي وصف للأدوار الرئيسية للقطاعات المشاركة: الحكومة، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والجهات المانحة والمجتمع الدولي، ومسؤولية كل جهة في غرس بذور مجتمع المعلومات.


 دور الحكومة


تتحمل حكومات الدول العربية المسؤولية الأعظم في تنمية مجتمع المعلومات الإقليمي وملء الفراغات التي ظهرت وسببت الفجوة الرقمية؛ وذلك من خلال آليات صنع السياسات الخاصة بها. وتتفاوت هذه الفجوات على أساس التعليم ومستوى الدخل، والنوع (gender) وعدم التوازن بين الريف والحضر… إلخ.

 وتسعى حكومات الدول العربية لدراسة وتعديل التشريعات والقوانين ذات الصلة بالمعلومات والاتصالات والتكنولوجيات إقرارًا منها بأنها تمتلك القدرة على استثارة عملية النمو وتوفير فرص هائلة للتوظيف وجذب الاستثمارات على المستويين المحلي والأجنبي. وفي المقابل، يتطلب الاستثمار والأنشطة الاقتصادية المحسنة بنية تحتية أفضل وقدرات بشرية لها مهارات خاصة، وتسعى حكومات الدول العربية حثيثًا إلى تفهم هذه العلاقات وتعمل على توجيه المنطقة صوب التنمية الدائمة المستمرة باستخدام الوسائل الحديثة، مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت والتطبيقات الأخرى لمجتمع المعلومات.


دور القطاع الخاص


القطاع الخاص له دور فاعل في قلب مجتمع المعلومات على المدى الطويل، فالشركات الخاصة قادرة على الارتقاء بالأنشطة وبلوغ تأثير أكبر عما تستطيعه الحكومات أو الجهات المانحة منفردة؛ ولذلك يجب دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص أملًا في تحقيق أكبر عائد من استخدام البنية التحتية القائمة وتلك التي سيتم إنشاؤها، ومن الاستثمارات الجديدة، والإدارة التنافسية الكفء. ولدعم الاشتراك المتزايد للقطاع الخاص، فإن حكومات الدول العربية، كل وفق رؤيته الخاصة، سوف تعمل على الأخذ بزمام المبادرة في عملية تحرير القطاعات المتعلقة بالمعلومات وتنفيذ هذه المبادرات؛ حيث أظهر التحرير في قطاع الاتصالات اللا سلكية عوائد إيجابية.


دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية


يجب التعامل مع المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على أنها عناصر محورية في تكوين مجتمع المعلومات، ومن المتوقع أن تلعب هذه المؤسسات دورًا مؤثرًا في عملية التغيير فهي الأقرب لقلب المجتمع، فبإمكان المنظمات غير الحكومية أن تزيد من تأثير التغير المطلوب في المجتمع بفاعلية.


دور المجتمع الدولي والجهات المانحة

إن التنمية أثناء النظام الثنائي القطبية في مجال المجتمع المعلوماتي كان يأخذ شكل توفير المساعدات المالية والفنية المجهزة خصيصًا لمشاريع بعينها. من ناحية أخرى، يجب أن تأخذ هذه التنمية شكلًا مختلفًا في مجتمع متعدد القطبية، في هذا النظام، يساهم المجتمع الدولي، خاصة هيئات الأمم المتحدة والبنك الدولي، إسهامًا جوهريًا في تنفيذ التكنولوجيات الجديدة.

 إلا أن أغلب الجهات المانحة تتحول اليوم إلى تنفيذ استراتيجيات شاملة للتنمية أكثر من توجهها نحو مشروعات منفردة، ومظاهر التحول الأساسية هذه تتمثل في مجالات الاستمرارية وإشراك كل أطراف المجتمع.

 ولطالما طالبت حكومات الدول العربية بتوظيف نسبة أكبر من مساعدات التنمية محليًا وعن طريق شركات أهلية، وليس من خلال شركات أجنبية. وتزيد هذه الاستراتيجية من توليد فرص للتوظف وتنشئ طلبًا على الخدمات وتقديمها، كما أنها بشكل عام توجه مساعدات التنمية نحو منهج معنٍ أكثر بالأعمال ومُصمم لضمان الاستمرارية الفنية فيما وراء مداخلات الجهات المانحة. 

وهناك دورٌ آخر للجهات المانحة له أهميته أيضًا، وهو كفالة تنفيذ الأهداف الألفية للتنمية (Millennium, Development Goals MDG) في أوقاتها المحددة. وبما أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تُعد عاملًا حيويًا في تنفيذ هذه الأهداف ضمن مجتمع المعلومات، فمن الأهمية بمكان المراقبة عن كثب لتأثير المبادرات التي تدعمها الجهات المانحة والنشر الواسع لأفضل الممارسات.


بعد قراءة الموضوع يمكنك معرفة المزيد عن الكلمات الآتية:


5G Apple ChatGPT Google iPhone أبل أمازون أمن المعلومات أندرويد إيلون ماسك الأمن السيبراني الإنترنت البيانات التخصصات المطلوبة التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الزراعة السيارات الكهربائية الصين الطاقة الفضاء المدن الذكية المملكة العربية السعودية الهواتف الذكية تويتر جوجل حساب المواطن رابط التقديم رابط التقديم للوظيفة سامسونج سدايا سيارة شركة أبل شركة جوجل عالم التكنولوجيا فيروس كورونا فيسبوك كورونا مايكروسوفت منصة أبشر ناسا هاتف هواوي واتساب وظائف شاغرة


الرابط المختصر :