أظهرت دراسة حديثة أجريت في أستراليا، شارك فيها باحثون من جامعات مرموقة، وجود علاقة غير متوقعة بين خدمات الإنترنت فائقة السرعة وزيادة الإصابة السمنة.
فيما أثارت هذه النتائج جدلًا واسعًا حول تأثير التكنولوجيا الحديثة في صحتنا وعاداتنا اليومية.
العلاقة بين خدمات الإنترنت والإصابة بالسمنة
نشرت الدراسة في مجلة Economics & Human Biology، بالتعاون مع جامعتي ملبورن وRMIT، وحلل البيانات مسح ديناميكيات الأسرة والدخل والعمالة في أستراليا (HILDA). الذي يغطي الفترة 2006-2019؛ لفحص تأثير الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في السمنة.
في حين تزيد السمنة من خطر إصابة الشخص بحالات صحية طويلة الأمد مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2.
وفي عام 2022 كان ما يقارب ثلثي البالغين الأستراليين (65.8 في المائة) يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
كما سبب مرض السمنة بأستراليا تأثيرًا ماليًا واقتصاديًا كبيرًا. ففي عام 2018 كلفت السمنة الأستراليين 11.8 مليار دولار. ومن المتوقع أن تكلفهم ما يقدر بنحو 87.7 مليار دولار بحلول عام 2032.
بينما توصل المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كلاوس أكيرمان؛ من قسم القياس الاقتصادي وإحصاءات الأعمال في كلية موناش للأعمال ومختبرات SoDa. إلى أن السلوك المستقر والنشاط البدني هما الآليتان اللتان تنتقل من خلالهما سرعة الإنترنت إلى السمنة.
وقال: “إن الوصول إلى اتصال إنترنت عالي السرعة يقلل من احتمالية تلبية الأفراد لتوصية الحد الأدنى من النشاط البدني التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية. وهذا يعني أن الأفراد يصبحون أقل نشاطًا ويظهرون سلوكًا أكثر خمولًا”.
نتائج الدراسة
وتابع الدكتور أكيرمان: “ينشأ السلوك الخامل نتيجة الحاجة إلى البقاء متصلًا بالإنترنت لساعات أطول. ما يؤدي إلى انخفاض معدل الأيض ويساهم في السمنة”.
وأضاف: “تتفاقم هذه المشكلة بسبب الحاجة إلى تناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرر أثناء استخدام الكمبيوتر. وهذا يزيد من تناول السعرات الحرارية اليومية التي تساهم في السمنة”.
علاوة على ذلك فإن استخدام الإنترنت يتيح سهولة الوصول إلى مختلف السلع والخدمات. وبالتالي يقلل من الحاجة إلى أداء المهمات شخصيًا.
كما تعمل راحة الاتصالات الإلكترونية على تقليل الحاجة إلى الالتقاء بالعائلة والأصدقاء شخصيًا. وذلك يخفض الفرص المحتملة للمشاركة في الأنشطة البدنية.
وفي حين أن الإنترنت عالي السرعة أصبح خدمة أساسية. إلا أن هذه الدراسة توضح وجود صلة قوية بين زيادة الاعتماد على الإنترنت والسلوك المستقر غير الصحي.
ووجد الفريق أن زيادة بنسبة 1% في معدل اعتماد شبكة النطاق العريض الوطنية ترتبط بزيادة انتشار السمنة، وتحديدًا زيادة إجمالية قدرها 1.57 كجم / م 2 في مؤشر كتلة الجسم وزيادة بنسبة 6.6% في الانتشار.
ويوضح هذا الأمر أن الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة يرتبط بانخفاض في دقائق MET (حاسبة لقياس قيمة السعرات الحرارية للنشاط البدني)؛ ما يعني انخفاض الوقت الذي نقضيه في الأنشطة التي تعزز التمثيل الغذائي.