أظهرت دراسة جديدة متعددة الجنسيات حول إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم الثانوي والعالي. أن الطلاب أكثر خوفًا وقلقًا بشأن تأثير التكنولوجيا على تعليمهم من الإداريين الأكاديميين والمعلمين.
مخاطر إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم
كما وجدت الدراسة، التي استندت إلى استطلاع رأي شمل 3500 من الإداريين الأكاديميين والطلاب والمعلمين في 7 دول حول العالم. أن أكثر من ثلاثة من كل خمسة طلاب “64%” قلقون بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. مقارنة بـ 50% من المعلمين و41% من الإداريين الأكاديميين.
كانت المخاطر الرئيسية التي تواجه المعلمين والطلابفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي هي:
- الإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا.
- احتمال فقدان مهارات التفكير النقدي.
بينما كانت المخاطر الرئيسية التي تواجه الإداريين هي انتهاكات خصوصية البيانات والأمن. وفقًا لمسح أجرته شركة Vanson Bourne لصالح Turnitin. وهي شركة حلول النزاهة الأكاديمية والتقييم، في “أوكلاند” بولاية كاليفورنيا.
وبحسب تقرير موقع technewsworld، الذي اطلعت عليه عالم التكنولوجيا. قالت “باتي ويست سميث”، المديرة الأولى لقسم مشاركة العملاء في شركة Turnitin. إنها لم تتفاجأ بقلق الطلاب، ولكن مدى قلقهم كان مفاجئًا بالنسبة لها. حيث عبروا عن قلق أكبر بشأن الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمسؤولين أو المدربين.
كما قالت “كارين كوفاكس نورث”، أستاذة الاتصالات السريرية في كلية”أننبرج” للاتصالات والصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا. إنه إذا كان الطلاب قلقين بشأن الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يمنعهم من استخدامه لإكمال العمل المخصص لهم.
التفكير النقدي والذكاء الاصطناعي
وأضافت أنه من المشجع أن نعرف أن الطلاب يتبنون الآن فكرة أن التفكير النقدي هو ما يضيع عندما يسلمون حل المشكلات إلى الذكاء الاصطناعي. وإذا كان لدى الطلاب فهم وتقدير متزايدين لتفكيرهم النقدي وقدرتهم على حل المشكلات. فإننا على الأقل نتحرك نحو عالم أفضل حيث يقوم الناس بحل المشكلات والتفكير النقدي بأنفسهم.
خاصة وأن الدراسة كشفت أن نصف الطلاب المشاركين في الاستطلاع “49%” قلقون بشأن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. في حين إن أكثر من النصف “59%” يشعرون بالقلق من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. ما يقلل من مهارات التفكير النقدي لديهم.
وذلك لأن القراءة والكتابة طريقتان أساسيتان يستخدمهما الناس لفهم المعلومات الجديدة، لذلك إذا وجدت نفسك في موقف يعتمد فيه الطالب بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي. فإنه يستعين بمصادر خارجية في الكثير من عملية صنع المعنى التي كان من المفترض أن يقوم بها عادة.
علاوة على أن الخطر يكمن هنا في أنه إذا استعنتَ بمصادر خارجية للقراءة والكتابة. فقد تستعين أيضًا بمصادر خارجية للتفكير اللازم للقراءة والكتابة. ونتيجةً لذلك، قد تتعلم أقل لأنك تسلم عملية التفكير إلى التكنولوجيا.
كما أصبحنا الآن نرى جيلًا كاملاً من الطلاب يُظهرون الإجابات بدون أي جهد. عند تصفح الإنترنت والبحث عن إجابات، كان الأمر أشبه بالمكتبة. فكان عليك العثور على المعلومات وقراءتها.
الإبداع والذكاء الاصطناعي
لكنها لم تكن تجيب على سؤالك تمامًا، لذا كان عليك تفسيرها وفهمها. ثم تطبيق ما تعلمته للإجابة على السؤال. هذا ليس هو الحال مع الذكاء الاصطناعي، حيث يكون مجرد نسخ ولصق دون أي تفكير نقدي.
كما أشار الاستطلاع إلى أنه في حين تتوقع المؤسسات قوى عاملة مستقبلية جاهزة للذكاء الاصطناعي. إلا أن أكثر من ثلثي الطلاب الذين شملهم الاستطلاع “67%” شعروا بأنهم يختصرون تعلمهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة إلى شعورهم بأنهم يختصرون تعلمهم، أفاد 50% من الطلاب بعدم معرفتهم بكيفية تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في دراساتهم.
فيما أكد ديفيد بادر ، مدير معهد علوم البيانات في معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا في نيوارك بولاية نيوجيرسي، أن المجتمع عند نقطة تحول تتطلب إعادة تصور التعليم، وليس فقط إضافة الذكاء الاصطناعي كأداة أخرى في الإطار الحالي.
والسؤال الرئيسي هنا ليس ما إذا كان ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي، بل كيفية تطوير التعليم لإعداد الطلاب لعالمٍ ينتشر فيه الذكاء الاصطناعي في كل مكان. وهذا يعني تحويل التركيز من حفظ الحقائق إلى مهارات التفكير العليا التي تكمل قدرات الذكاء الاصطناعي بدلًا من أن تنافسها.
والأهم من ذلك، علينا التركيز على الجوانب الإنسانية الفريدة للتعليم مثل:
- الإبداع.
- التفكير الأخلاقي.
- مهارات التعامل مع الآخرين.
التي تبقى مجالات إنسانية بامتياز، وينبغي للذكاء الاصطناعي أن يعزز هذه القدرات، لا أن يحل محلها.