خاص| وضحى النفجان: قمة “سينك” تهدف إلى التوازن بين الحياتين الرقمية والواقعية

وضحى النفجان
وضحى النفجان في حوار مع عالم التكنولوجيا حول قمة "سينك" للاتزان الرقمي
المحتوي

 رئيس برنامج “إثراء” للاتزان الرقمي “سينك” وضحى النفجان في حوار مع “عالم التكنولوجيا” 

 

بمبادرة من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” وأرامكو السعودية، تسبق قمة الاتزان الرقمي “سينك” المخاوف المتصاعدة جراء الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.

تأتي تلك القمة، خصوصًا وأن 99% من المواطنين يستخدمون الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، 63% منهم من الشباب.

ومع خطة التحول الرقمي الشاملة في المملكة، بدأت الجهود العملية منذ عام 2021؛ حيث أجرى أول استطلاع حول هذا الأمر.

ويكفي أن نطالع وسائل الإعلام الدولية، في هذا السياق، مثل “فينانشيال تايمز” و”سي إن إن” والـ”واشنطن بوست”.. إلخ، في الأسابيع القليلة الماضية؛ لندرك خطورة هذا الأمر.

وتزداد مخاطر استخدام التكنولوجيا على الجيل “زد” أكثر من الألفية و”إكس” والأكبر سنًا.

إن استمرار الوضع الحالي كما يقول عالم النفس الأمريكي؛ جوناثان هيدت، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” نشرتها مجلة عالم التكنولوجيا، في 25 مايو الجاري، هو خطر كبير على مستقبل الولايات المتحدة.

يكفي أن توجد ثلاثة أجيال تتعرض لنفس المخاطر الحالية وتؤثر على ريادة أمريكا وهيمنتها على العالم.

ولخطورة هذا الأمر شهدت “عالم التكنولوجيا” من شبكة “سواحل الجزيرة” قمة “إثراء – سينك” للاتزان الرقمي، والتقت رئيس برنامج “إثراء” للاتزان الرقمي “سينك”؛ وضحى النفجان، وكان هذا الحوار:

 

يبدو أن الوعي لديكم كان مبكرًا بخطورة تأثير التكنولوجيا على الإنسان بدليل أنكم بدأتم في 2021.. كيف؟

نعم؛ برنامج “إثراء” بدأ بالفعل في عام 2021م، حيث لاحظنا تأثير جائحة كورونا وزيادة استخدام التكنولوجيا من قبل المواطنين، فقررنا أن نجري بحثًا يقيس مدى تأثير هذه التكنولوجيا على حياة الأشخاص، سواء كان من الناحية البدنية أو العقلية؛ لنتأكد أننا نعيش في عالم يستخدم التكنولوجيا، لكن على نحو متوازن.

ما الهدف الرئيس من قمة الاتزان الرقمي “سينك؟

الهدف الرئيس لقمة الاتزان الرقمي “سينك” في نسختها الثانية هو الحد من مواجهة التناقضات الرقمية في الاستخدام التكنولوجي السلبي، والعمل على الحد منها وتحويلها  إلى وسائل إيجابية، بما يعود بالنفع العام على الأفراد و المجتمعات.

شارك في القمة خبراء ومؤسسات محلية وعالمية؛ حيث حضر أكثر من 110 خبراء ومختصين، بينهم 70 متحدثًا من 20 دولة.

وترمي نتائج القمة، إلى تحسين مستوى الاتزان الرقمي، وصولًا إلى معايير وضوابط للسيطرة على الحياة التقنية بكل أدواتها ووسائلها، لاسيما أن أعمال القمة تجمع العديد من الخبراء و المؤسسات التي تقدم جلسات تسّلط الضوء على مستجدات العالم الرقمي، سواء في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين مستوى استخدامها؛ بهدف إحداث تأثير إيجابي وملموس على الفكر البشري والأجيال المتعاقبة.

وتابعت “وضحى النفجان” قائلة: إن الأمر أصبح مرعبًا للغاية، فعندما أجرينا الأبحاث والدراسات وجدنا أن نسبة كبيرة من الأطفال يعتقدون أن الجوال هو صديقهم المقرب ويفضلون قضاء وقتهم في الجلوس عليه.

وأضافت: التجربة ألهمتنا أن نصيغ استراتيجية تساعد في إيجاد هذا التوازن؛ لنتأكد من جاهزيتنا واستعدادنا لتمهيد البيئة لمستقبل الأطفال، وكيف سيعشون مع التكنولوجيا دون أن تؤثر سلبيًا على حياتهم.

وضحى الفنجان
وضحى النفجان رئيسة برنامج إثراء للاتزان الرقمي

 كيف تساهم مكتبة “سينك” في تعزيز الوعي بتأثير التقنية على حياتنا اليومية؟

تمثل فكرة مكتبة “سينك” إجراءً عمليًا سريعًا لتمكين الابتكار عبر استخدام التقنية الحديثة دون الإفراط بها؛ حيث يتطلع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إلى سرعة بحث علاقة الإنسان بالتقنية، وإنشاء قنوات وعي لمعرفة كيفية التعامل مع المحتوى الرقمي.

يمكننا الإشارة إلى جهود مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” الذي صمم ونفذ الاستطلاع العالمي للاتزان الرقمي، بالتعاون مع شركتي “أصداء بي سي دبليو” و”بي إس بي إنسايتس” الشرق الأوسط.  وشارك في الاستطلاع 35 ألف مستخدم للإنترنت من 35 دولة، عبر سبع مناطق عالمية. وحقق الاستطلاع زيادة كبيرة في عدد المشاركين مقارنة بتقرير عام 2021؛ حيث وصل معدل الزيادة إلى 133%.

ما أبرز موضوعات قمة سينك 2024؟

ضمن أبرز المحاور التي تبحثها قمة “سينك” هذا العام: القدرة على جعل التقنية من صالح المستخدمين ومدى الإرادة التي يمتلكها الجميع لتحقيق ذلك، كما تتعمق قمة هذا العام في تعزيز العلاقة بين البشر والعالم التقني دون إحداث خلل بينهما، على أن يحقق الأخير هدفه في جودة الحياة سواء في الخدمات التقنية، والتسارع الرقمي، مع ضمان توفير الوقت والجهد، وتحقيق الهدف في تقنين استخدام الأدوات الرقمية كافة.

كيف يمكن للأفراد أو الشركات أن يصبحوا شركاء في فعاليات قمة سينك؟

من خلال التسجيل في فعاليات القمة التي أتاحت إمكانية الحضور المجاني للجميع، وبث القمة على قنوات تلفزيونية (بث مباشر) إلى جانب التغطية عبر قنواتنا في وسائل التواصل الاجتماعي.

ما أنشطة تلك القمة لزيادة الوعي بأهمية الاتزان بين الحياة والتكنولوجيا؟

تتضمن حوارات رئيسة، وأنشطة تفاعلية مختلفة، وفرص عديدة للتواصل مع الخبراء، كما تم إطلاق مجتمع تقني تفاعلي بين العديد من المهتمين في هذا المجال بهدف فتح باب النقاش.

هل ستناقش القمة تنبيه الشباب من تأثير الشاشات على حياتهم؟

الجلسات الحوارية والتي يشارك بها 110 خبراء، والبودكاست، بالإضافة إلى مجلس يعقد بالشراكة مع جامعة جونز هوبكنز، إلى جانب أنشطة تفاعلية أخرى تبحث في الاستراتيجيات المختلفة لتعزيز التوازن التكنولوجي، بدلاً من التأثير السلبي له.

وتشمل الموضوعات الرئيسة: تعزيز استخدام التكنولوجيا المستدامة، والتوازن الرقمي، وتحفيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية وعلاقتها بالبصمات الرقمية.

ماذا تنصح قمة “سينك” لمساعدة الأفراد في التحكم بأجهزتهم؟

يحدث الاتزان الرقمي عندما تساهم الأدوات التقنية في تحسين حياتنا وليس عرقلتها.

لذا يجب أن نستفيد من قدرات الاتصال الهائلة وسهولة الوصول إلى التكنولوجيا دون أن نسمح لها بالاستيلاء على حياتنا.

وهذا يتطلب توازنًا حساسًا في ظل النمو الهائل للتكنولوجيا المبتكرة والتطبيقات الإلكترونية السنوات الأخيرة.

كيف تساهم “سينك” في الاتزان بين الحياتين الرقمية والواقعية؟

استطلاع برنامج “إثراء” للاتزان الرقمي، يسعى مركز “إثراء” من خلاله إلى تعزيز الاتزان الرقمي على مستوى العالم، عبر فهم التأثير المتطور للتكنولوجيا على حياتنا.

علمًا أن نتائج هذا الاستطلاع متاحة للبحث المتعمق، وتساهم في إطلاق حركة اجتماعية متزايدة تركز على تعزيز المشهد الرقمي صحيًا.

وضمن أبرز النتائج التي توصلنا إليها أن 66% من المشاركين في الاستطلاع والبالغ عددهم 35 ألف مشارك، أكدوا  ضرورة وجود قوانين أكثر صرامة لجعل الإنترنت آمنًا قدر الإمكان. وقد كان ذلك محط توافق المشاركين من مختلف الأجيال.

ما أهم الدراسات المقدمة في قمة الاتزان الرقمي “سينك”؟

برنامج إثراء” توصّل إلى بعض نتائج التقرير العالمي للاتزان الرقمي، والذي تضمن استطلاعًا أجري على 35 ألف شخص يستخدمون التقنيات الرقمية من 35 دولة؛ إذ كشف عن العديد من الحقائق، أبرزها أن 73 % يظنون أن مواقع التواصل الاجتماعي تم تصميمها لتكون مسببة للإدمان، في حين تعرض أكثر من النصف لمحتوى سلبي بنسبة 53 %، ومنهم 23% تعرضوا للتنمر في الوقت الذي ارتفع القلق لما يقارب 51 %.

وضمن أبرز نتائج مؤشر الاتزان الرقمي هو أن كلٌ من دول “كندا وأستراليا وسنغافورة وإستونيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا” تتمتع درجات جيدة في تصنيف مؤشر الاتزان الرقمي.

بينما سجّلت المملكة العربية السعودية، درجات عالية في مجال الاتصال والترابط الاجتماعي.

من يمكنه الاستفادة من برنامجكم؟

البرنامج متاح للجميع، فالكل يستخدم التكنولوجيا لأنها تؤثر على الكل وموجودة في حياتنا. وتؤثر إيجابيًا من ناحية تسهيل الأمور والإجراءات، فأغلب الخدمات الحكومية على سبيل المثال أصبحت تكنولوجية، وأيضًا لها جانب سلبي كبير، علينا أن نحذر منه ونحد منه.

هل يستند برنامج “إثراء” على أبحاث علمية؟

البرنامج يستند إلى أبحاث علمية، تصمم من خلالها استراتيجيات يمكن تطبيقها في المدارس التعليمية مع تقديم برامج متخصصة؛ إذ من الممكن أن تساعد هذه القمة صناع القرار على وضع تشريعات لاستخدام التكنولوجيا سواء تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي أو الألعاب الإلكترونية أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى أن البرنامج يستند إلى أبحاث، بالتعاون مع جهات عالمية رائدة في مجال البحوث، فقد دشن بحثان الأول كان يشمل الاستطلاع العالمي، والثاني هو مؤشر عالمي للتوازن الرقمي يحتوي على معلومات من 30 دولة.

ما أصعب التحديات التي تواجهكم؟

هناك بعض التحديات التي تغلبنا عليها عند إعداد برنامج “إثراء” ومنها أن العالم التقني أو التكنولوجي متطور على نحو متسارع للغاية، فعلى سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي قبل ثلاث سنوات، لم يكن يمثل شيئًا مخيفًا كما هو اليوم. لذا تسارع تطور التكنولوجيا يعد أكبر التحديات التي يواجهها البرنامج وسنتغلب عليه.

هل ستستمرون في تطوير برنامجكم؟

نعم؛ سيجري تطوير البحوث باستمرار، وفي الفترة الحالية بعد انتهاء القمة سنطلق بحوثًا جديدة حول الاتزان الرقمي.

كما سنسعى لتطوير مناهج بالتعاون مع جهات مختلفة بالمملكة، بالإضافة إلى برامج أخرى تعليمية وثقافية للمواطنين.

وضحى النفجان
وضحى النفجان رئيسة برنامج إثراء للاتزان الرقمي

 

هل لديكم تعاون مع جهات أخرى؟

من جهة أخرى، لدينا العديد من أوجه التعاون في البرنامج مع الجهات المعنية، على سبيل المثال: هيئة الاتصالات العالمية وقوقل.. وغيرها من الجهات.

في الختام، هل تخططون لإطلاق حملات توعية؟

المركز يُطلق حملات عدة، لزيادة الوعي بأهمية الاتزان الرقمي؛ حيث يركز على الأجيال الصغيرة وتنفيذ حملات تسويقية للتوعية بطرق استخدام التكنولوجيا، وأيضًا تنظيم برامج تعليمية أخرى عديدة.

الرابط المختصر :