لطالما كان القمر هدفًا للإنسانية، بدءًا من الأساطير القديمة وصولًا إلى سباق الفضاء في القرن العشرين. اليوم، تتجه الأنظار مجددًا إلى القمر، ولكن هذه المرة ليس بهدف رفع العلم فحسب، بل لإقامة أول مركز فضائي بشري. ويثير هذا المشروع الطموح تساؤلات عديدة حول جدواه، وتحدياته، وآثاره المحتملة.
تحويل القمر إلى أول مركز فضائي للبشرية
سيشكل هذا العام نقطة تحول في علاقة البشرية بالقمر؛ حيث نبدأ في وضع الأسس لوجود دائم على سطحه؛ ما يمهد الطريق لقمرنا الطبيعي ليصبح مركزًا صناعيًا. وهو ما سيقودنا إلى المريخ وما بعده.
ويتلخص تطوير اقتصاد القمر في ثلاثة عناصر أساسية، وهي:
- القدرة على الوصول إلى القمر
- وسائل التزود بالوقود لرحلة العودة
- الشركات المربحة العاملة على سطح القمر
وفي عام 2025، سوف تبدأ التكنولوجيات في المجالات الثلاثة أخيرًا في اتخاذ شكل ملموس.
ومنذ ما يقرب من عقد من الزمان، كان عمالقة استكشاف الفضاء الخاص “سبيس إكس وبلو أوريجين” محصورين في سباق للوصول إلى القمر. أحدث صاروخ سبيس إكس، ستارشيب، هو محور هذا الجهد.
وبارتفاع يبلغ ضعف ارتفاع سلفه، فالكون 9 (121 مترًا مقابل 70 مترًا)، وثلاثة أضعاف عرضه (9 أمتار مقابل 3.7 مترًا). فإن ستارشيب بالتأكيد له الحجم ولكنه مصمم أيضًا لتغيير طريقة تفكيرنا في السفر إلى الفضاء.
وعلى عكس الصواريخ التقليدية، التي تستخدم مرة واحدة ثم يتم التخلص منها. يمكن إعادة استخدام ستارشيب في رحلات متعددة وحتى إعادة تزويدها بالوقود أثناء وجودها في المدار.
وتعني قوتها المتزايدة أنها يمكنها توصيل حوالي 100 طن متري من الحمولة إلى القمر في رحلة واحدة، وهذا يعادل تقريبًا جميع الحمولات المرسلة إلى القمر في التاريخ مجتمعة، ولكن في رحلة واحدة فقط.
تفاصيل تحويل القمر إلى أول مركز فضائي للبشرية
لا تستطيع الصواريخ التقليدية نقل سوى 0.1% من إجمالي وزن إقلاعها إلى القمر، لكن ستارشيب، بفضل قدرتها على التزود بالوقود، تستطيع نقل نحو 2%.
وتأتي مركبة الهبوط Blue Moon من Blue Origin . ورغم أنها قد تكون أصغر من Starship. بسعة تقرب من 3 أطنان مترية، إلا أن Blue Moon مصممة لنقل المعدات الثقيلة والبنية الأساسية. وهي الأدوات التي ستحول القمر من موقع قاحل إلى قاعدة صناعية مزدهرة.
وفي عام 2025، تخطط سبيس إكس لاستعراض مجموعة كاملة من قدرات ستارشيب، بما في ذلك قدرتها على التزود بالوقود في المدار وإعادة استخدامها. ما يقلل من تكاليف النقل القمري، ويجعل القمر أكثر سهولة في الوصول إليه من أي وقت مضى.
علاوة على ذلك، من المقرر أن تقوم مركبة الهبوط Blue Moon التابعة لشركة Blue Origin برحلتها الأولى في أوائل عام 2025، وهو ما يمثل خطوة حاسمة في إنشاء البنية التحتية اللازمة لاستكشاف القمر على المدى الطويل والأنشطة الصناعية.
المصدر