أثار فوز العالم الأمريكي جون هوبفيلد بجائزة نوبل في الفيزياء عن أبحاثه الرائدة بمجال الذكاء الاصطناعي جدلًا واسعًا. وذلك بعد تحذيره الصريح من أن التقدم السريع في هذا المجال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد.
تحذير الفائز بجائزة نوبل من الذكاء الاصطناعي
عبّر “هوبفيلد” عن قلقه البالغ من أن الذكاء الاصطناعي قد يتطور إلى درجة يصعب معها فهمه والسيطرة عليه.
وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا، شأنها شأن أي تقنية أخرى. تحمل في طياتها إمكانية الاستخدام الإيجابي والسالب، ولكن ما يثير القلق هو عدم القدرة على وضع حدود واضحة لاستخداماتها.
وقال جون هوبفيلد؛ الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024 والمعروف بعمله الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي. أمس الثلاثاء، إنه وجد التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي “مزعجة للغاية”.
وأضاف “هوبفيلد”؛ أثناء مخاطبته تجمعًا افتراضيًا في جامعة نيوجيرسي: “اعتدنا على امتلاك تقنيات ليست جيدة أو سيئة فحسب. بل لديها قدرات في كلا الاتجاهين”.
وتابع: “وبصفتي فيزيائيًا أشعر بالانزعاج الشديد من شيء لا يمكن التحكم فيه، ولا أفهمه جيدًا بما يكفي حتى أتمكن من فهم الحدود التي يمكن للمرء أن يقود هذه التكنولوجيا إليها. هذا هو السؤال الذي يطرحه الذكاء الاصطناعي”.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
ولم يكن تحذير “هوبفيلد” جديدًا في عالم الذكاء الاصطناعي. حيث أثار التقدم السريع مخاوف بين الشركات من خروج التكنولوجيا عن السيطرة.
كما واجه الذكاء الاصطناعي نفسه انتقادات بسبب تطوره بسرعة أكبر مما يستطيع العلماء فهمه بالكامل.
واستشهد الفائز بنوبل للفيزياء بمثال “الجليد التسعة”؛ وهي بلورة خيالية تم صنعها في رواية “مهد القطة” التي كتبها كيرت فونيجوت عام 1963. والتي تم تطويرها لمساعدة الجنود في التعامل مع الظروف الموحلة. ولكنها تسببت عن غير قصد في تجميد محيطات العالم؛ ما أدى إلى سقوط الحضارة.
ودعا إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أيضًا أنه من المستحيل الهروب من “السيناريوهات الكارثية” في الوقت الحاضر.