اعتادت المهرجانات العالمية على عرض وتقديم الأفلام الأجنبية والعالمية خلال دوراتها. واعتاد الجمهور العربي أيضًا على مشاهدة السينما العالمية. ولكن في الآونة الأخيرة أثبتت السينما السعودية بفضل رؤية المملكة 2030 قدراتها على المنافسة واقتناص الجوائز العالمية بل وجذب المشاهد الغربي للسينما العربية. وكان عرض فيلم ” واسجد واقترب” في مهرجان فينيسيا السينمائي خير مثال على ذلك.
أول عمل فني سعودي يصل لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي
قد حقق الفيلم السعودي القصير «واسجد واقترب» خطوة جديدة نحو العالمية. حيث يعد أول فيلم كرتون سعودي يشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. بعد عرضه ضمن فعاليات المهرجان يوم الجمعة الماضي. وهو من انتاج وإخراج الكاتبة السعودية ثريا الشهري وابنتها الفنانة التشكيلية نبيلة أبو الجدايل.
وأكدت الكاتبة ثريا الشهري في حوار لها مع جريدة الشرق الأوسط أن الفيلم فاز بـ31 جائزة عالمية من ضمنها جائزة فينيس للرسوم المتحركة في برنامج سوق الأفلام في «فينيسيا برودكشن بريدج»، وجائزة «الرسوم المتحركة ذات الأهمية» في مهرجان كان السينمائي الدولي، في دورته الأخيرة. بما يعني أن اختياره وترشيحه مهرجان فينيسيا السينمائي ليس وليد الصدفة.
تصريحات صناع الفيلم
قالت الشهري خلال حديثها عن الفيلم: «طريق السينما عادة ما يحبذ القصص الاجتماعية المتشابهة حول العالم. ويندر أن يختار موضوعًا دينيًا؛ لأنه عادة ما تكون الشركات المعنية بالإنتاج لا ترغب في المجازفة والخروج عن المعيار التقليدي. لكن فيلم (واسجد واقترب) أنتجته شركتنا (الثريا للإنتاج الفني). وهي مؤسسة من قبلي وقبل ابنتي الفنانة التشكيلية نبيلة أبو الجدايل. وبالتالي فنحن من دعم واختار موضوع فيلمنا لقوة رسالة (واسجد واقترب)».
كما أشارت الكاتبة والمخرجة السعودية أنها استوحت فكرة الفيلم من اللوحة الأصلية التي رسمتها ابنتها نبيلة أبو الجدايل. والتي تحمل عنوان «واستجد واقترب» عام 2020، إبان جائحة «كورونا». وقد نالت الفكرة بعدًا إسلاميًا وعربيًا. حيث تناولت خلو ساحات المسجد الحرام من المصلين. ذلك بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السعودية آنذاك.
وقالت أيضًا «نحن لا نملك أفلامًا تتحدث عن مكة المكرمة والمسجد الحرام. نظرًا لحساسية هذا الموضوع وصعوبة اختيار القصة المناسبة. ولكنها تظل مسؤوليتنا نحن المسلمين في إظهار هذا الجانب الأهم في حياتنا وديننا. فليس هنالك ما هو أهم من تجسيد الروايات والقصص التي تمثلنا وتشرفنا».
وأكدت المخرجة السعودية أنه على الرغم من أن موضوع الفيلم غريب على المجتمع العالمي والغربي بالأخص، إلا أنه شكَّل موضوع فيلم (واسجد واقترب) عامل جذب كبير للمشاهد الأجنبي. لندرته وعدم اعتياده على رؤية الكعبة . إضافة إلى أن عين المشاهد الأجنبي لم تعتد على قصص من هذا النوع.
وقالت الشهري «هو مجرد تغيير في الوسيلة لإيصال المعنى المطلوب، ففي النهاية الكتابة هي تعبير بفكرك، ومجال أفلام الرسوم المتحركة هو أيضًا تعبير، ولكن بالفكر والصوت والحركة، لرواية ما لا يُروى، وبطريقة تلقى عددًا أكبر من المشاهدات؛ خصوصًا في أوساط الجيل الصاعد الذي يفضل هذا النوع من التفاعل المرئي».
وتابعت أيضًا “«كذلك فإن اختيار الموسيقى المصاحبة للفيلم كان له دور. فقد كانت عبارة عن ابتهال بالأصوات. خالٍ من الآلات الموسيقية، وصوت المؤدين -ضمن الأوركسترا الأندلسية بأمستردام- كان مؤثرًا فيمن يسمعه، حتى لو لم يفهم المعنى، لوجود نغمة الحنين. مع الأخذ في الحسبان أن الأفلام عادة ما تروي حنيننا نحو المشاعر والأماكن، وعليه، فقد لعب الصوت دوره، وكان من المؤثرات التي ساهمت في فوز فيلم (واسجد واقترب) بهذا الكم من جوائز مهرجانات الأفلام الدولية في العالم».