في اكتشاف مثير، عثر باحثون على كهف يصل عمقه لنحو 100 متر على سطح القمر، قالوا إنه قد يصلح ليكون موطنًا لرواد الفضاء. فهل فعلًا ستصبح الحياة خارج الكرة الأرضي ممكنة؟
الحياة على سطح القمر
وصف العلماء، هذا الكهف بأنه يعد واحدًا من مئات الكهوف الموجودة هناك.
واستطاع الباحثان الإيطاليان “لورينزو بروزون” و”ليوناردو كارير” من جامعة “ترينتو” الإيطالية، اكتشاف الكهف باستخدام رادار لاختراق مدخل حفرة تقع في سهل صخري.
ويأتي هذا الاكتشاف في حين تخوض الدول الكبرى صراعًا شرسًا لإقامة البشر في الفضاء.
فقد أرسلت رحلات عدة لاكتشاف إمكانية حياة البشر هناك خلال ستينيات وسبعينيات القرن الفائت.
ولم تعثر هذه الرحلات على أي من أنواع الحياة على سطح الكويكب التابع للأرض. لأسباب تجعل حياة الإنسان هناك غير ممكنة حتى الآن.
هل يوجد أكسجين ومياه على القمر؟
لا يتوافر الهواء على سطح القمر لذا ينعدم وجود أي مظاهر للحياة على سطحه. فيما يحمل رّاد الفضاء، خلال الرحلات الاستكشافية أسطوانات الهواء معهم.
بينما تتوافر المياه صالحة هناك، لكنها محاصرة بين طبقات الصخور والجليد. من جانبهم طور العلماء عدة تقنيات لمعالجة الماء ليصبح صالحًا لاستخدام البشر.
هل توجد كهوف في الفضاء؟
قال العلماء إن الكهف المكتشف تكون منذ ملايين أو مليارات السنين، بعدما بدأت الحمم البركانية في التدفق. وكشفوا أن الكهف يحوي منفذًا يؤدي بمن ينزل إليه إلى جدران عمودية متدلية، وأرضية مائلة ممتدة.
وقال الباحثون إنهم لم يقوموا بعملية اكتشاف كاملة للكهف، ولكنهم يأملون في رسم خريطة له باستخدام الرادار المخترق أو الكاميرات أو الروبوتات.
وأوضح الدكتور “ليوناردو كارير”، أن الكهف يشبه الكهوف الموجودة على الأرض، خاصة البركانية منها، في لانزاروت الإسبانية التي زارها العلماء فعلًا.
وعثر الباحثون على حوالي 200 حفرة هناك حتى الآن.
كيف تكونت كهوف القمر؟
يصل طول هذه الكهوف لمسافة تتراوح بين 30 و80 مترًا، في حين يبلغ عرض الكهف حوالي 45 مترًا.
وأوضح العلماء أنهم عثروا على هذه الكهوف قرب قاعدة حفرة على سطح القمر. حيث تشكلت من تدفقات الحمم البركانية قديمًا.
ويمكن أن تساعد هذه الكهوف في توفير حماية طبيعية لرواد الفضاء من الظروف القاسية على سطح القمر.
كما تعد مكانًا مثاليًا لإنشاء قواعد بشرية على القمر في المستقبل. لأنها توفر مكانًا كافيًا لمأوى البشر ومعداتهم.
ويوجد عدد كبير من الكهوف تحت سطح القمر؛ ما يفتح أبوابًا واسعة للعلماء لاستكشاف القمر الذي يسعى البشر للإقامة فيه.
إذ ستكون هذه الكهوف مفيدة جدًا لرواد الفضاء لحماتيهم من درجات الحرارة شديدة التطرف، والظروف القاسية على سطح القمر.
لذا يطور العلماء تقنيات جديدة للبحث عن هذه الكهوف مثل الرادارت والروبوتات. التي تساعدهم في تحديد المزيد من الكهوف لإنشاء قواعد على القمر.
أول كهف على سطح القمر
وصل العلماء لاكتشاف أول كهف هناك منذ حوالي 50 عامًا. ثم في عام 2010، التقطت كاميرا في مهمة للاستطلاع صورًا للحفر التي يعتقد العلماء أنها قد تكون مداخل الكهوف.
وأكد الباحثون أن هذه الاكتشافات ستساعد في استكشاف كهوف على سطح المريخ. وأيضًا في العثور على أدلة وجود حياة على الكوكب الأحمر.
عربة تسير على سطح القمر
عُقد في عام 2022 في العاصمة الأمريكية معرض مخصص للفضاء. حضره باحثون مختصون في اكتشاف واستعمار الفضاء.
وكشف المعرض عن عربة متنقلة يمكنه السير على سطح القمر، ومساعدة العلماء على اكتشافه.
وستكون هذه العربة جاهزة للانطلاق نحو القمر بحلول عام 2050. وقالت إريك ديكسون؛ مدير قسم الأبحاث في شركة لوكهيد مارتن، إن هذه العربة مستقلة لأنها قادرة على القيادة الذاتية. وتستطيع رسم الخرائط وتجاوز أي معوقات تعترض طريقها الحصول على عينات من سطح القمر.
لماذا لا يعيش البشر في الفضاء؟
كشف العلماء أن الحياة هناك تبدو صعبة جدًا؛ لأن ظروف الحياة في الفضاء تختلف عنها في كوكب الأرض.
إذ يعد انعدام الجاذبية عائقًا أمام رواد الفضاء في تناول الطعام والشرب. حيث يؤدي مستوى الجاذبية المنخفض مثلًا إلى منع إضافة الملح إلى الطعام.
لأن جزيئات ملح الطعام تتطاير في الهواء، وتسد فتحات المركبة الفضائية المخصصة للتهوية. وهذا يجعل رواد الفضاء يستخدمون الملح على شكل سائل.
بينما تكون درجات الحرارة في الفضاء مرتفعة جدًا؛ حيث لا يستطيع البشر تحمل هذه الحرارة المتطرفة، إذ تبلغ 250 درجة فهرنهايت تحت الصفر عند مدار الأرض.
وتكون الحرارة عند 250 درجة في ضوء الشمس. ما يجعل الحياة في الفضاء تحتاج لارتداء البشر البدلات الفضائية المخصصة لرواد الفضاء.