في خطوة واعدة نحو علاج أمراض القلب، توصل فريق من الباحثين إلى تطوير علاج جيني جديد أثبت فاعليته في عكس آثار فشل القلب واستعادة وظائفه على نحو شبه كامل.
وقد تحقق هذا الإنجاز المذهل من خلال تجارب أجريت على نماذج حيوانية كبيرة. ما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج هذا المرض المزمن والمهدد للحياة.
علاج جيني لفشل القلب
فشل القلب حالة طبية مزمنة تتدهور فيها قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة إلى بقية أجزاء الجسم. هذا التدهور يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة، التي قد تهدد الحياة. مثل: ضيق التنفس، والتعب، والوذمة.
بينما أثبت باحثون في معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب القلب والأوعية الدموية بجامعة يوتا وكلية الطب بجامعة يوتا، أن العلاج الجيني قد يعكس آثار قصور القلب، ويستعيد وظيفة القلب في نموذج حيواني كبير. وفقًا لمجلة “nature“.
نتائج الدراسة
كما أظهرت دراستهم أن العلاج الجيني المغلف بفيروس الغدة الدرقية 9 (AAV9) المتكامل للجسور القلبية 1 (cBIN1). زاد من كمية الدم التي يمكن للقلب ضخها وحسَّن كثيرًا من البقاء على قيد الحياة في الخنازير الصغيرة المصابة بقصور القلب غير الإقفاري مع انخفاض كسر القذف (HFrEF).
وقال الدكتور روبن شو؛ مدير معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب القلب والأوعية الدموية بجامعة يوتا. الذي شارك في قيادة البحث: “إن نوع التراجع عن الضرر الموجود الذي لوحظ في الدراسة كان غير عادي”.
وتابع: “في تاريخ أبحاث قصور القلب، لم نشهد فاعلية مثل هذه”. مضيفًا أن أظهرت محاولات علاج قصور القلب السابقة تحسنًا في وظائف القلب بنسبة 5-10%. أدى علاج جين “cBIN1” إلى تحسين الوظيفة بنسبة 30%.
وأشار الباحثون إلى أن نجاح علاج الجين “cBIN1” في الخنازير المصابة بفشل القلب مع نقص التروية قد يكون بوابة للتجارب السريرية المستقبلية لاختبار فاعليته في المرضى المصابين بفشل القلب مع نقص التروية.
تجربة سريرية على البشر
ويقترح الفريق أنه من الممكن تقديم طلب إلى إدارة الغذاء والدواء للحصول على موافقة لإجراء تجربة سريرية على البشر خلال الأشهر المقبلة.
وكتب المؤلفون: “أصبح قصور القلب متلازمة سريرية ناجمة عن ضعف بنيوي ووظيفي في ملء القلب أو قذف الدم. عبئًا عالميًا على الصحة العامة، ويؤثر في أكثر من 64 مليون شخص في جميع أنحاء العالم”.
وفي غياب عملية زرع قلب، تهدف معظم العلاجات الطبية إلى تقليل الضغط على القلب، وإبطاء تقدم المرض.
وأضاف الباحثون: “على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات والمرض الناجم عن قصور القلب، فإن الخيارات العلاجية السائدة لمرضى قصور القلب. لا تزال تقتصر على إدارة نمط الحياة والتدخلات العصبية الهرمونية الجهازية والأجهزة الميكانيكية المساعدة أو زرع القلب”.