في عصرنا الرقمي تُشكل الفجوة الرقمية شقوقًا عميقة في جدار الحضارة، تُهدد مستقبلنا المشترك.
ففي الوقت الذي يُبحِر فيه البعض في بحر المعلومات والمعرفة، لا يزال آخرون محرومين من الوصول إلى شواطئ هذه الثورة الرقمية، مما يُفاقم الفقر، ويُعيق التقدم، ويُهدد الاستقرار.
ما هي الفجوة الرقمية؟
يمكن تعريف الفجوة الرقمية على أنها عدم المساواة في الوصول إلى الإنترنت والتقنيات الحديثة بين مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية. سواء داخل الدول أو بين الدول.
وتشمل هذه الفجوة جوانب متعددة، مثل: الوصول إلى البنية التحتية؛ حيث تفتقر الدول الفقيرة إلى البنية التحتية الرقمية الأساسية، مثل شبكات الإنترنت وخطوط الهاتف. كما تعاني شعوب الدول الفقيرة من عدم القدرة على شراء الأجهزة الرقمية، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. كذلك يفتقرون إلى المهارات الرقمية الأساسية، مثل استخدام الإنترنت والبرامج الإلكترونية.
ما هي أصول الفجوة الرقمية؟
قبل أواخر القرن العشرين بفترة طويلة، كانت الفجوة الرقمية تشير في المقام الأول إلى الانقسام بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الهاتف وأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إليه. بعد أواخر التسعينيات، بدأ استخدام المصطلح بشكل أساسي لوصف الانقسام بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، والذين لا يستطيعون الوصول إليها، وخاصة النطاق العريض.
وعادة ما توجد الفجوة الرقمية بين سكان المناطق الحضرية وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية. بين المتعلمين وغير المتعلمين؛ بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية. وعلى الصعيد العالمي، بين البلدان النامية الصناعية بدرجة أكبر أو أقل.
وحتى بين السكان الذين لديهم بعض القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا. يمكن أن تكون الفجوة الرقمية واضحة في شكل أجهزة كمبيوتر منخفضة الأداء، واتصالات لاسلكية منخفضة السرعة، واتصالات استخدام الإنترنت منخفضة السعر مثل الطلب الهاتفي، والوصول المحدود إلى المحتوى القائم على الاشتراك.
تأثيرات الفجوة الرقمية
تؤدي الفجوة الرقمية إلى العديد من التأثيرات السلبية، مثل:
زيادة الفقر: حيث يزداد صعوبة على الفقراء تحسين حياتهم دون الوصول إلى الإنترنت والتقنيات الرقمية.
تراجع التعليم: حيث يفتقر الطلاب في الدول الفقيرة إلى فرص التعلم الإلكتروني؛ ما يؤثر على جودة تعليمهم.
ضعف الخدمات الصحية: حيث يفتقر المرضى في الدول الفقيرة إلى الخدمات الصحية الإلكترونية؛ ما يؤثر على جودة رعايتهم الصحية.
انعدام فرص العمل: حيث يزداد صعوبة على الناس في الدول الفقيرة العثور على عمل دون المهارات الرقمية الأساسية.
الحلول لسد الفجوة الرقمية
حتى ينعم سكان الدول الفقيرة باستخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من التطور الكبير الذي يعيشه سكان الدول الغنية؛ وبالتالي تتحقق المساواة بينهما.. ومن هذه الحلول:
1. الاستثمار في البنية التحتية الرقمية:
يجب على الدول الفقيرة الاستثمار في بناء شبكات الإنترنت وخطوط الهاتف لتوفير الوصول للجميع.
2. توفير الأجهزة الرقمية بأسعار معقولة:
كما يجب على الحكومات والشركات العمل على توفير الأجهزة الرقمية بأسعار معقولة للفقراء.
3. تعزيز المهارات الرقمية:
يجب على الدول الفقيرة توفير برامج تعليمية لتعليم الناس المهارات الرقمية الأساسية.
4. التعاون الدولي:
يجب على الدول الغنية التعاون مع الدول الفقيرة لتوفير الدعم المالي والتكنولوجي لسدها.
5. نشر الوعي:
يجب على وسائل الإعلام والمجتمع المدني العمل على نشر الوعي حول مخاطرها وأهمية معالجتها.