قررت شركتا “جوجل” و”فيسبوك”، وضع العراق في قلب خريطة الاتصالات الدولية، من خلال توقيع عقد ترانزيت لاستخدام أراضيه لتمرير حركة الاتصالات وسعات الإنترنت.
وأعلنت وزارة الاتصالات العراقية، اليوم الإثنين، بدء تمرير سعات الإنترنت للشركة صاحبة عملاق محركات البحث “جوجل” وشركة “فيسبوك” الشهيرة.
ومن شأن هذه المبادرة التاريخية أن تعزز الموقع الجغرافي للعراق، فضلًا عن استفادة اقتصادية كبيرة، تتمثل في رفع الإيرادات المالية للبلاد وزيادة الفرص الاستثمارية الواعدة.
من خلال توقيع عقود الترانزيت البري مع جوجل وفيسبوك، يستقبل العراق حركة البيانات العالمية، ما يضعه في مركز استراتيجي لنقل المعلومات بين آسيا وأوروبا، ويعزز موثوقيته باعتباره مسارًا آمنًا وجاذبًا لشركات الاتصالات الدولية.
مركز استراتيجي
من جانبه، قال عمر العامري؛ المتحدث باسم وزارة الاتصالات العراقية: “الوزارة قطعت شوطًا كبيرًا في تعزيز موقع العراق الجغرافي في موضوع الترانزيت وإمرار حركة الاتصالات وسعات الإنترنت عبر الأراضي العراقية”.
وأضاف “العامري” أن “وزارة الاتصالات وقعت قبل أشهر عقدًا جديدًا على مستوى الترانزيت ليس عبر البحر وإنما البر”.
وبين أن “هذا الخط يمر في الجنوب ثم الوسط وصولًا إلى إقليم كردستان، ويخرج إلى تركيا ويربط آسيا بأوروبا عن طريق العراق”.
وفي إطار أهمية عقد ترانزيت جوجل وفيسبوك، قال إن “وزارة الاتصالات أوفت بوعودها على مستوى الترانزيت واستغلال موقع العراق بعد أن كانت مُعطّلة في الدورات السابقة”.
كما تحدث “العامري” بشأن أهمية الاتفاقات المشابه لاتفاق ترانزيت جوجل وفيسبوك، لافتًا إلى أن “موقع العراق الجغرافي واستغلاله في حركة الاتصالات الدولية وعودته للاتحاد الدولي للاتصالات على نحو مرموق، سيوفر مردودات مالية، إضافة إلى أن الكثير من الشركات العالمية ستمرر سعاتها عبر الأراضي العراقية”. ونوه إلى “عقد طريق الحضارات للترانزيت الذي تم توقيعه قبل أشهر”.
إنجاز ضخم
وفي سياق متصل، أعلنت هيام الياسري؛ وزيرة الاتصالات العراقية، الجمعة الماضية، تخطي عتبة “الواحد تيرا” في إمرار الاتصالات الدولية عبر العراق، معلنة بذلك أن العراق يعد مسارًا آمنًا وجاذبًا وموثوقًا لاتصالات الترانزيت.
وقالت الوزيرة -في بيان نشرته وكالات الأنباء العراقية- إن “الوصول إلى هذا المعدل وبتشغيل ناجح ومستمر في وقت قياسي، هو رسالة لكل دول العالم الراغبة في إمرار اتصالاتها عبر العراق”.
وشددت على أن العراق يمتلك مسارًا آمنًا وجاذبًا وموثوقًا، ويوفر مستوى خدمة مستقرًا لاتصالات الترانزيت، من خلال شبكات الألياف الضوئية المملوكة للوزارة، وعلى رأسها شبكة طريق الحضارات.
وألقت الضوء على نجاح وزارتها في تفعيل الموقع الجغرافي للعراق، عن طريق إقناع الجهات العالمية للوصول إلى أوروبا عبر العراق، من خلال منافذه البحرية والبرية مرورًا بتركيا.
كما أوضحت أن هذه المشاريع “ستسهم إسهامًا فاعلًا في تعزيز مكانة العراق في المنطقة وتعظيم إيرادات الدولة”.