عكفت مختبرات “فيسبوك”، بقيادة “مايكل أبراش” مؤخرًا، على إجراء تجارب للحصول على صوت يمكنه تصفية الضوضاء ووضع الصوت الافتراضي للعالم الحقيقي.
وعلى الرغم من أن خطط عملاق التواصل الاجتماعي المستقبلية للنظارات الذكية AR ما زالت في طور التجارب، إلا أن تقنية واحدة من تلك المعادلة وهي “الصوت الذكي” قد ترى النور قريبًا، في حين أن “الصوت المكاني” و”الواقع الصوتي المعزز” هما مجالان يهتم بهما فيسبوك بشكل نشط؛ حيث توضح أحدث أبحاث مختبرات الشركة بالتفصيل كيف تخطط لصنع أجهزة يمكنها ضبط العالم الحقيقي وجعل الأشياء الافتراضية تبدو وكأنها واقعية بجوارك، حتى لو لم تكن موجودة بالفعل.
وبينما يتأهب كل من “أبل” و”جوجل” و”مايكروسوفت” و”ماجيك ليب” وغيرها إلى دفع العقد القادم من ابتكار “فيسبوك”، تُعتبر التقنيتان المنفصلتان اللتان أطلقت عليهما الشركة وهما “الحضور الصوتي” و”السمع المحسن” جزءًا من أحجية صوتية تحاول “فيسبوك” حلها، وفي الوقت نفسه، لا يزال مجال الواقع المعزز الأكبر يمثل مشهدًا لم تستطع هذه الأخيرة فك رموزه بعد.
وكانت “فيسبوك” استبدلت خطتها في استضافة الزوار للعروض التوضيحية قبل مؤتمرها القادم “فيسبوك كونيكت” في ظل انتهاج سياسات التباعد الاجتماعي المفروضة بسبب كوفيد-19 الذي كان من المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر الجاري، وكان للمراسلين، بشكل افتراضي، حديث مطول مع “مايكل أبراش”؛ رئيس أبحاث مختبراتها وفريق البحث الصوتي.
وصرح “أبراش” قائلًا: “الشيء الأكثر لفتًا للانتباه بالنسبة لي هو أن كل شيء [حول تقنية الصوت الجديدة في فيسبوك] ممكن أن يحدث خلال فترة زمنية معقولة”، وأشار إلى أن الصوت الذكي للواقع المعزز AR ليس جديدًا على الإطلاق، فشركة Bose أجرت التجارب عليه لسنوات قبل أن يتم إغلاق هذا القسم على ما يبدو في وقت سابق من هذا العام، كما يجري قسم AirPods Pro من شركة “أبل” تجارب حول إلغاء الضوضاء، ومن المقرر أن تضيف دعمًا صوتيًا مكانيًا ثلاثي الأبعاد لسماعتها هذا الخريف.
وتابع “أبراش”: “يُعد الصوت المكاني بالفعل ميزة أساسية في الواقع الافتراضي الواقعي، إلا أن خطط الموجة التالية من فيسبوك تركز بشكل أكبر على المحادثات والانتباه ودقة الصوت، بما في ذلك وضع مكبرات الصوت غير المرئية ثلاثية الأبعاد في الأماكن التي تبدو وكأنها في نفس الغرفة”.
وأضاف أنه من المحتمل أن تظهر تقنية الصوت على سماعات رأس الواقع الافتراضي مثل Oculus Quest في النهاية، أو حتى أجهزة فيسبوك الأخرى.
يُذكر أن فريق العمل القائم على تجارب “الصوت المكاني” في مختبرات فيسبوك يُجري تجاربه داخل غرفة عديمة الصدى، تحتوي على ذراع روبوت مع مجموعة مكبرات صوت لإحاطة الأشخاص وحساب هندسة الصوت المكاني الخاص بآذانهم، والتي تستغرق نحو 30 دقيقة، ومن المقرر أن تكون الخطوة التالية لفريق العمل هي تقليص هذه العملية لالتقاط صورة الأذن والحصول على هذا القياس الذي تطلق عليه فيسبوك وظيفة النقل المتعلقة بالرأس، أو (HRTF)، وعلى الرغم من أن النظارات الذكية لا تزال بعيدة، إلا أن الإعدادات التي استخدمتها الشركة لاختبار الصوت بمجرد أخذ القياسات تشبه إلى حد كبير النظارات مع تشغيل الصوت وميكروفونات التركيز، ولكن مع عدم وجود عنصر مرئي حتى الآن.
ويتطلع فريق العمل في مختبرات فيسبوك أيضًا إلى جعل تطوير تقنية الصوت محل الحديث، والاستماع، وتعزيز المحادثات، وتحسين وضوح الكلام أثناء تصفية ضوضاء الخلفية، مع الأشخاص الآخرين الذين يتحدثون.
ولا شك في أن بعض مفاهيم “فيسبوك” التي تستخدمها عن القوى الخارقة للصوت والاستشعار الصوتي الثلاثي الأبعاد تذكرنا بالتجارب التي أجرتها مختبرات Doppler منذ سنوات على سماعات أذن Here One التي احتوت على فلاتر ضوضاء محيطة مختلفة؛ حيث طور فريق أبحاث مختبرات “فيسبوك” الحزم لتركيز الصوت، واستخدم أيضًا نماذج أولية يرتديها المختبرون الذين لديهم ميكروفونات اتجاهية، وصنعت الشركة شاشة مخصصة داخل الأذن لإنشاء هذا الصوت؛ بهدف بناء هذه التقنية في نهاية المطاف في منتجات مستقبلية.
وأخيرًا، وعد “أبراش” بأن التقدم الذي حققته الشركة في مجال الصوت المكاني سينتج صوتًا ثلاثي الأبعاد واقعيًا يبدو وكأنه قادم من العالم الحقيقي وليس من سماعات الرأس، مشيرًا إلى أن أبحاث الشركة الحالية تتضمن عمليات مسح معقدة للأذن، وتطوير الخوارزميات التي تسهل وصول المستخدمين إلى التكنولوجيا.
ولكن هل هذا يعني أن التطوير سيمتد ليشمل سماعات أذن فيسبوك؟ وتطبيقات AR على الهاتف المحمول؟ من المؤكد أن دائرة الأسئلة تتسع وتزداد تعقيدًا خاصة مع التركيز في أجهزة الواقع المعزز القابلة للارتداء، ولكن الوضع الحالي يشير أيضًا إلى أن مختبرات فيسبوك تعمل بكدٍ للوصول إلى تكنولوجيا جديدة لسماعات الرأس.
المصدر:
Cnet:Facebook’s next step to AR glasses is smart audio