ألقى المهندس عبد الله بن عامر السواحه؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، محاضرة في جامعة “ستانفورد” الأمريكية، سلط فيها الضوء على الاستثمارات الإستراتيجية للمملكة بمجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والتحول الرقمي.
السواحه: رؤية 2030 تضع المملكة كمركز عالمي للتكنولوجيا
في لقاء غني تحت عنوان “توسيع نطاق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي”. التقى “السواحه” مع طلاب جامعة “ستانفورد” يوم 27 فبراير 2025. وخلال المحاضرة تميز الوزير “السواحه” بالمعرفة الغامرة، وربط الأفكار وتنفيذها وحضوره الذهني الرائع. ونظرته الإستراتيجية الطموح للمملكة في مجال التقنية.
وتحدث عن رحلته التي قسمها إلى ثلاث مراحل: مرحلة التعلم والقدرة على الكسب والمعرفة. والثانية اكتساب الخبرة وإثبات الذات. فمرحلة العودة. حيث عاد بعد 20 عامًا ليتحدث من وادي السيليكون آملًا أن يلهم الجيل الجديد الذي سيخرج منه قادة التكنولوجيا.
وقارن “السواحه” بين صعود الذكاء الاصطناعي والأيام الأولى للإنترنت. مؤكدًا على التحول من الأجهزة إلى خلق القيمة القائمة على البرمجيات.
وفي محاضرته، استعرض مجالات الاستثمار الرئيسة بالمملكة، بما في ذلك أشباه الموصلات، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في قطاعات مثل الطاقة والرعاية الصحية.
وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات: تخيلوا عالمًا يحول فيه الذكاء الاصطناعي عمليات زارعة القلب من عملية تشهد شقًا في الصدر طوله 30 سم، إلى 3 سم فقط. ويتقلص فيه وقت العملية للنصف. ويغادر المريض المستشفى بعد 48 ساعة بدلًا من ثلاثة أسابيع.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يبتكر أدوية تعالج الأمراض وتنقذ أرواح البشر، مثل: تقليص علاج فقر الدم المنجلي من 10 سنوات إلى سنتين فقط باستخدام الروبوتات النانوية، وتعديل الجينات.
وما يلعبه الذكاء الاصطناعي من دور في تحويل صناعات تقدر بمليارات الدولارات مثل: النفط والطاقة. وما يعد به الذكاء الاصطناعي من فرص للتغير العالمي.
وسلط “السواحه” الضوء على كيفية تماشي هذه المبادرات مع رؤية 2030، التي تضع المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للتكنولوجيا.
واستعرض فيها طموحات المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي ومشاريع البنية التحتية الرقمية، ودور رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار.
السواحه: السعودية تقود التحول للعصر الذكي
وأكد أن السعودية لم تعد مجرد مراقب لما يجري في العالم أو مستهلك للتقنية التكنولوجية، بل أصبحت مشاركة ولاعبًا رئيسًا في صناعة ما يشهده العالم من تطور.
وشرح التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجال الحوسبة السحابية والبنية التحتية للاتصالات وتطوير المدن الذكية، مثل مشروع نيوم. ما وضع المملكة في صدارة التحول الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأوضح الدور الحاسم للابتكار والتكنولوجيا في دفع عجلة التحول الاقتصادي بالمملكة. حيث تخلق هذه القطاعات فرصًا جديدة وتعزز القدرة التنافسية العالمية.
وتابع: كما تسعى المملكة لتصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تطوير القدرات الرقمية والبحثية وجذب الاستثمارات الدولية وتعزيز المواهب المحلية.
كما أكد التزام الرياض بتعزيز الابتكار من خلال دعم الشركات الناشئة المبتكرة، واستقطاب المواهب التقنية العالمية.
وواصل: تركز إستراتيجية المملكة على تطوير حلول الحوسبة المتقدمة والتقنيات الموفرة للطاقة لدفع النمو المستدام. ودورها في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، وتشجيع المستثمرين وقادة التكنولوجيا.
اختتمت المحاضرة بجلسة تفاعلية تناول فيها “السواحه” أسئلة حول فرص الاستثمار في التكنولوجيا بالمملكة. ومستقبل الذكاء الاصطناعي، والتعاون الدولي بمجال الابتكار، مسلطًا الضوء على ريادة المملكة في التكنولوجيا العالمية.
قمة مبادرة الاستثمار
وفي كلمته في النسخة الثالثة من قمة مبادرة الاستثمار المستقبلي “FII” PRIORITY Miami” في الولايات المتحدة التي عقدت خلال المدة من 19 حتى 21 فبراير الفائت، تحت شعار “الاستثمار بهدف”. أشاد برؤية 2030، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، باعتبارها “قصة النجاح الأكثر نجاحًا في القرن الحادي والعشرين”.
وأشار إلى أن الاقتصاد الرقمي بالمملكة العربية السعودية، بلغ حوالي 132 مليار دولار، وهو ما يمثل أكثر من 50% من الاقتصاد الرقمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البالغ 260 مليار دولار.
وسلط “السواحه” الضوء على نمو مجموعة المواهب التقنية في المملكة من 150 ألفًا إلى 381 ألف متخصص. ما يعكس التقدم السريع بالتكنولوجيا والابتكار.
علاوة على ذلك، أشار إلى جاذبية الاستثمارات العالمية الكبرى من شركات مثل: أوراكل وجوجل ومايكروسوفت. ما يجعل المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع مراكز التكنولوجيا نموًا على مستوى العالم.
وحث “السواحه” العالم على النظر إلى المملكة باعتبارها الشريك المثالي لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي. معربًا عن ثقته في إمكانية تغلب التعاون الدولي على التحديات ويحقق إنتاجية مستدامة في هذا المجال. وأشاد بمبادرة مستقبل الاستثمار لجمع قادة الفكر والمستثمرين لتشكيل مستقبل التكنولوجيا.
FII PRIORITY Miami 2025
وعقد المهندس عبد الله بن عامر السواحه؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، اجتماعات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين التنفيذيين من كبرى الشركات العالمية في مبادرة الاستثمار المستقبلي في “FII” لتعزيز الشراكات بمجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار وقطاع الفضاء، مع تعزيز ريادة الأعمال بالمملكة.
التقى “السواحه” مع توني فلورنس؛ الرئيس التنفيذي لـ NEA؛ لمناقشة إستراتيجيات دعم رواد الأعمال بمجال التكنولوجيا وتعزيز الاستثمار في الشركات الناشئة. الأمر الذي من شأنه أن يعزز منظومة الابتكار بالمملكة.
بينما في مناقشة مع صفرا كاتز؛ الرئيس التنفيذي لشركة أوراكل، استكشف “السواحه” سبل توسيع التعاون في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. مع التركيز على تعزيز البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي بالمملكة.
ولتسريع طموحات المملكة في قطاع الفضاء، التقى الوزير جوين شوتويل؛ رئيسة شركة “سبيس إكس”، مديرة العمليات؛ لمناقشة استكشاف الفضاء والتعاون في تكنولوجيا الصواريخ.
التقى مع ماسايوشي سون؛ الرئيس التنفيذي لمجموعة “سوفت بنك”، بشأن توسيع شراكات الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لدفع النمو الاقتصادي الرقمي.
كما التقى مع “روبرت ف. سميث”؛ الرئيس التنفيذي لشركة “فيستا إكويتي بارتنرز”؛ لمناقشة تعزيز الاستثمارات التكنولوجية وإدارة الأصول وتمكين الشركات الناشئة. ووضع المملكة كوجهة رئيسة للاستثمار التكنولوجي.
وتتماشى هذه الاجتماعات مع الجهود الأوسع التي تبذلها المملكة لتعزيز الشراكات العالمية في مجال الابتكار. وتعزيز الاستثمارات القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتطوير القطاعات ذات النمو المرتفع بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.