أظهرت دراسة حديثة أن من أبرز مخاطر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تيك توك، هو لجوء الأفراد الذين يعانون من مشكلات صحية إلى البحث عن حلول فيها بدلًا من استشارة الأطباء المختصين.
وكشفت نتائج استطلاع KFF Health Misinformation Tracking Poll عام 2024 لتتبع المعلومات الصحية الخاطئة لعام 2024 أن غالبية مستخدمي تطبيق تيك توك شاهدوا محتوى يتعلق بالصحة العقلية.
من جانبه قال الدكتور توماس ميلام، الرئيس الطبي في شركة Iris Telehealth والطبيب النفسي القائم في ولاية فرجينيا بأمريكا. إن الدافع وراء لجوء غالبية مستخدمي منصة تيك توك إلى البحث عن توجيهات. ونصائح تتعلق بالصحة العقلية من الفيديوهات التي يوفرها التطبيق. يكمن في نقص الخدمات المتخصصة في هذا المجال. فالحصول على استشارة من طبيب مختص يعد أمرًا مكلفًا ومشقوقًا بالنسبة للكثيرين. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي، تتيح الحصول على معلومات ونصائح بسهولة ويسر؛ ما يجعلها خيارًا جاذبًا للكثيرين.
التيك توك ومخاوف الصحة العقلية
كما قالت “ليندسي ليبن” المعالج النفسي المقيم في مدينة نيويورك الأمريكية. إن الاعتراف بوجود تحديات تتعلق بالصحة العقلية على منصات التواصل الاجتماعي هو خطوة إيجابية بلا شك. حيث يشجع على خلق بيئة أكثر انفتاحًا على هذه القضايا. ومع ذلك، يجب الحذر من محاولة تشخيص الأمراض النفسية أو تقديم نصائح طبية عبر هذه المنصات. فكثيرًا ما تكون المعلومات المتداولة غير دقيقة، وقد تأتي من مصادر غير مؤهلة.
وقد أظهرت دراسات حديثة، مثل دراسة نشرت في مجلة اضطرابات التوحد والتنمية لعام 2023. أن نسبة كبيرة من المعلومات المتعلقة بالتوحد على منصات مثل تيك توك غير دقيقة. وبالمثل، كشفت دراسة أخرى نشرت في المجلة الكندية للطب النفسي عن وجود معلومات مضللة حول اضطراب نقص الانتباه. وفرط الحركة في العديد من مقاطع الفيديو على هذه المنصة. ورغم الجهود التي تبذلها شركات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، للحد من انتشار المعلومات المضللة. إلا أنه لا يزال يتوجب على المستخدمين توخي الحذر وعدم الاعتماد على هذه المنصات كمصدر موثوق للمعلومات الطبية.