بدأت المملكة رحلة التحول الرقمي الواعدة نحو مستقبل مشرق، مع رؤية 2030 التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، في عام 2016.
أهداف رؤية 2030
تعد تلك الرؤية المباركة خارطة طريق طموح ترتكّز على مكامن القوة التي وهبها الله للمملكة، وهي:
- العمق العربي والإسلامي.
- القوة الاستثمارية.
- الموقع الاستراتيجي بين ثلاث قارات.
ووضعت الرؤية أهدافها التي تتمثل في تنويع الاقتصاد، وتعزيز ريادة المملكة عالميًا، عبر ثلاثة محاور رئيسة:
- اقتصاد مزدهر.
- مجتمع حيوي.
- وطن طموح.
بداية التحول الرقمي
يعرف التحول الرقمي بأنه الأدوات والتقنيات التي تعمل على تحويل المؤسسات من العمل التقليدي إلى الرقمي.
وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والوسائل الرقمية، بهدف زيادة كفاءة العمل، وزيادة التنافسية.
وتمكين المؤسسات من اتخاذ القرارات الأفضل. وتقديم خدمة أفضل للعملاء،
لذا كان في مقدمة أولويات رؤية 2030 تطوير قطاع تقنية المعلومات لأنه أحد الركائز الأساسية الداعمة للاقتصاد.
وقد بدأ التحول الرقمي في السعودية مع بداية الألفية الجديدة.
حيث أنشئت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في عام 2001، للعمل على:
- تعزيز التحول الرقمي.
- تنظيم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
- نشر شبكات الاتصالات لتضم مناطق جديدة.
- تهيئة البيئة المناسبة لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
- تطوير الحكومة الإلكترونية.
- تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية للمواطن بمستوى متميز ومتكامل.
- زيادة مستوى الكفاءة والفعالية في القطاع الحكومي. المساهمة في رخاء وازدهار الوطن.
- توسيع استخدام تقنيات المعلومات في القطاع الحكومي لتحسين الكفاءة وتسهيل الخدمات.
خطة العمل الثانية للتحول الرقمي
بدأت خطة العمل الثانية للتحول الرقمي من عام 2012 حتى 2016.
إذ وضعت هيئة الخدمات الإلكترونية، التي كان مسماها “يسّر” في حينها، الاستراتيجية الرقمية خلال تلك المدة.
وارتكزت أهدافها على:
- بناء قوى عاملة مستدامة للحكومة الإلكترونية.
- رفع كفاءة الخدمة التي تقدمها الجهات الحكومية للمواطنين.
- تنمية ثقافة التعاون والابتكار.
استراتيجية التحول الرقمي
تعرف استراتيجية التحول الرقمي بأنها طريقة لإعادة هيكلة المؤسسات لدمج التقنيات الرقمية في جميع مجالاتها.
ولا يكون العمل في هذه الاستراتيجية مقتصرًا على الحصول على رضا العملاء، بسرعة تقديم الخدمات.
بل تتضمن استراتيجية التحول الرقمي تغيير كامل لثقافة المؤسسات وطرق تنفيذ العمليات وسير العمل.
وبدأت استراتيجية التحول الرقمي في المملكة تأخذ منحى واعدًا في السعي نحو ريادة المملكة مع بداية رؤية 2030.
واعتمدت المملكة استراتيجية الحكومة من عام 2020 إلى 2024.
ولكن مع إنشاء هيئة الحكومة الرقمية في عام 2021 أصبحت فترة استراتيجية الحكومة الرقمية عامين من 2020 إلى 2022.
حددت هذه الاستراتيجية الطموح تطلعات المملكة فيما يخص التحوّل الرقمي.
الذي يعد أحد أهم الأهداف الرئيسة في رؤية 2030 لتطوير الاقتصاد وتحسين جودة الحياة.
وتضمنت هذه المرحلة في التحول الرقمي أهدافًا، هي:
- ريادة جودة البنية التحتية الرقمية.
- تطوير البنية التحتية الرقمية لتمكين المؤسسة من تحقيق الأهداف، وتحسين سير العمل والعمليات.
- تعزيز الابتكار.
- ريادة الأعمال التقنية.
ووضعت الاستراتيجية الرقمية الجديدة من عام 2020 حتى 2022 ثلاثة محركات أساسية لها:
- المحركات الوطنية.
- محركات التكنولوجيا.
- الدوافع الاجتماعية والاقتصادية.
كما اعتمدت عدة استراتيجيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتوائمة مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وهذه الاستراتيجيات جاءت تنفيذًا لرؤية 2030، وهي:
الشمول الرقمي والمشاركة الرقمية
وتتضمن هذه الاستراتيجية:
- حصول جميع القاطنين في المملكة على خدمات إنترنت بسهولة وبأسعار مقبولة.
- الوصول للخدمات الحكومية الرقمية.
- تعزيز قيم المساواة والشفافية.
- الارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة للمواطنين.
- تطوير الحكومة الإلكترونية.
- دعم قنوات التواصل مع المواطنين ومجتمع الأعمال.
استراتيجية الحكومة الرقمية
تعمل على تعزيز بيئة المشاركة الإلكترونية من خلال تعزيز مشاركة المواطنين لزيادة الثقة في الحكومة، وذلك لـ:
- تعزيز القدرات والمهارات.
- دعم الثقافة الرقمية.
- تعزيز إدارة التغيير .
- تعزيز التواصل والحوكمة.
التعاون والمشاركة
تعمل هذه الاستراتيجية على تعزيز العلاقات مع الآخرين من خلال بناء وتطوير التعاون مع الإدارات الرقمية الحكومية والمنظمات أو الوكالات الدولية.
قطاع تقنية المعلومات والاتصالات
تتصل الاستراتيجية بالشمول الرقمي، إذ إن من أهدافها:
- تعزيز المحتوى المحلي بصورة مباشرة
- وجود تقنيات متقدّمة ومعارف رقمية.
- نشر الوعي بين المواطنين والمقيمين بالشمول الرقمي.
- زيادة مشاركة المرأة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي
تعمل هذه الاستراتيجية على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؛ لأنه وسيلة تحقيق أهداف التحول الرقمي.
وترسخ هذه الاستراتيجية دور البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتعمل على تعزيز مساهمة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
الحكومة الرقمية العامة
تستهدف هذه الاستراتيجية تحقيق تطلّعات المملكة ورؤيتها الطموح لعام 2030 في الآتي:
- دخول المملكة المراتب العشر الأولى في مجال الحكومة الرقمية. وذلك يتحقق بـ:
- شعور المواطنين بالرضا عن جودة الحياة في ظل خدمات الحكومة الرقمية.
- تنافسية الأعمال بأداء الخدمات عبر المنظومة الرقمية.
- تحقيق التحوّل الرقمي بدمج التقنيات الرقمية في العمليات والقرارات الحكومية.
- جودة الكفاءة الحكومية الرقمية.
- استخدام البيانات المفتوح عبر ما يسمى بالانفتاح الحكومي بتحسين المشاركة والشفافية والمساءلة.
- الحكومة الخضراء بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مراحل تقديم الخدمات التقنية كافة.
- الاستثمار الفعّال بزيادة مشاركة القطاع الخاص، والاستثمار الأجنبي المباشر.
- المنظومة المنظمة وتتمثل في إيجاد منظومة للهوية الرقمية للمواطنين.
- تسريع عملية التحوّل الرقمي في كل جوانبه في مجالات الابتكار والسحابية والذكاء الاصطناعي.
السعودية رائدة التحول الرقمي
تعد المملكة دولة رائدة في التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط.
حصدت المملكة المركز الثانية عالميًا بين دول مجموعة العشرين في مؤشر التنافسية الرقمية لعام 2021.
ويصدر هذا المؤشر المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية.
فقد فازت بالمركز الأول إقليميًا. وجاءت بالمركز الثالث عالميًا، وذلك في مؤشر نضج الحكومة الرقمية لعام 2022. وهذا المؤشر تصدره مجموعة البنك الدولي.
وجاءت المملكة في المركز الثاني في مجموعة الـ 20 في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2024. وذلك للمرة الثانية على التوالي، في المؤشر الذي يصدره الاتحاد الدولي للاتصالات.
ويرصد اقتصادات 170 دولة حول العالم لقياس التطور الرقمي وتقدم الدول في خدمات الاتصالات والتقنية.
إذ جاءت في المركز الأول على مجموعة العشرين في محور الاتصال الفعال. كما حصدت المركز الثاني في محور الاتصال الشامل.
التحول الرقمي أصبح حقيقة
أصبح التحول الرقمي حقيقة على أرض المملكة أشاد بها العالم من خلال عدة أمثلة بارزة تؤكد ريادة السعودية في التحول الرقمي، ومنها:
منصة أبشر
تقدم خدمات حكومية رقمية شاملة للمواطنين عبارة مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية الرقمية.
المدن الذكية
قدمت المملكة للعالم مشروعًا رائدًا وعملاقًا هو مشروع “نيوم” الذي يعد نموذجًا عالميًا لتطوير المدن الذكية.
والمشرع يعد بيئة حضرية مستدامة ومتقدمة تلبي احتياجات سكانها تقنيًا مثل خدمات النقل، وإدارة الطاقة، والرعاية الصحية.
برنامج مدرستي
يهدف البرنامج إلى رقمنة التعليم في المملكة عبر تقديم الأدوات والتقنيات الرقمية في الفصول الدراسية لتزويد الأجيال الجديدة بمهارات العصر الرقمي.
تقنية Blockchain
أنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي ساما “SAMA” تقنية blockchain لتعزيز أمان وكفاءة المعاملات المالية.
الشمولي المالي
تعد المملكة دولة رائدة في استخدام ثورة التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط.
فقد اعتمدت أنظمة الدفع الرقمية لتتحول المعاملات المالية التقليدية إلى الرقمنة المالية.
وذلك لا يعكس تقدم المملكة في الشمولي المالي فقط بل يرتقي بالمملكة لتكون مركزًا للتكنولوجيا المالية في المنطقة.
الأمن السيبراني
تعد هيئة الأمن السيبراني هيئة حكومية سعودية مختصة في الأمن السيبراني. تأسست في عام 2017.
في مارس من عام 2019 حققت انجازًا فريدًا للمملكة فقد جاءت في المرتبة 13 على مستوى العالم. والمركز الأول عربيًا في المؤشر العالمي للأمن السيبراني GCI.
يرصد المؤشر، الذي يصدر ه الاتحاد الدولي للاتصالات، 175 دولة حول العالم في مجال الأمن السيبراني.
السحابية الحكومية
تعمل المملكة على تعزيز استخدام السحابية رسميًا، إذ أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عام 2020 سياسة الحوسبة السحابية.