استدعى رؤساء شركات الاتصالات الكبرى إلى البيت الأبيض لمناقشة عملية الاختراق الصينية “إعصار الملح”. والبحث عن استراتيجيات لإصلاح أمن شبكات الاتصالات في أمريكا، وسط قلق متزايد بشأن نطاق الاختراق الصيني.
ما عملية “إعصار الملح”؟
صرح جيك سوليفان؛ مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، بإن عملية الاختراق كانت خطيرة للغاية، لدرجة أن الرئيس تناولها مباشرة مع الرئيس شي جين بينج، عندما التقيا في “بيرو” خلال نهاية الأسبوع الماضي.
بينما استدعى رؤساء شركات الاتصالات الكبرى إلى البيت الأبيض، يوم الجمعة. لمناقشة مشكلة أمنية كانت تؤرق الحكومة الأمريكية، حول كيفية منع القراصنة الصينيين من الاختراق العميق لشبكات الاتصالات الأمريكية.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز“. فإن الاجتماع عقد في غرفة العمليات بعد أسابيع من تزايد قلق المسؤولين الأمريكيين بشأن خطورة عملية الاختراق الصينية.
مجموعة القراصنة “Salt Typhoon” الصينية
كما يعتقد أن قراصنة من مجموعة تسمى”Salt Typhoon” التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بوزارة أمن الدولة الصينية. كانوا يختبئون دون أن يُكتشفوا داخل شبكات أكبر شركات الاتصالات الأمريكية منذ أكثر من عام.
إذ تمكن القراصنة الصينيون من الحصول على قائمة كاملة من أرقام الهواتف التي تراقبها وزارة العدل في نظامها “للتنصت القانوني”. الذي يتنصت على الأشخاص المشتبه في ارتكابهم جرائم أو التجسس.
بينما لا يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الصين استمعت إلى تلك المكالمات. ولكن من المرجح أن يكون القراصنة قادرين على الجمع بين أرقام الهواتف وبيانات الموقع الجغرافي لإنشاء صورة استخباراتية مفصلة حول من كان يخضع للمراقبة.
ونتيجة لذلك، أفاد مسؤولون أمنيون بأن عملية الاختراق منحت الصين على الأرجح خارطة طريق لاكتشاف أي من جواسيس الصين تمكنت الولايات المتحدة من تحديد هويتهم، وأيهم لم تتمكن من اكتشافهم.
ورغم أن المسؤولين الأمريكيين اعتقدوا أن الاختراق كان محصورًا في المنطقة المحيطة بالعاصمة الأمريكية واشنطن. فإنهم اكتشفوا أدلة على أن الاختراق الصيني وصل إلى شبكات في جميع أنحاء الولايات المتحدة من خلال مداخل قديمة في شبكات الهواتف المحمولة.
علاوة على ذلك، أدى الكشف عن عملية الاختراق الدقيقة إلى معرفة أنها طالت مسؤولي أمن قومي بارزين، وبعض القادة السياسيين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ونائب الرئيس المنتخب جي دي فانس.
بالإضافة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” ومسؤولين آخرين، استنتجوا أن قراصنة مجموعة “إعصار الملح” تمكنوا من التغلغل بعمق في النظام، لدرجة أنهم كانوا قادرين على التنصت على بعض المحادثات، وقراءة رسائل نصية غير مشفرة.
لكن البيان الصادر عن البيت الأبيض، عقب اجتماع يوم الجمعة. الذي ترأسه جيك سوليفان؛ مستشار الأمن القومي، ونائبته آن نيوبيرجر، التي تشرف على قضايا الأمن السيبراني والتقنيات الناشئة. لم يتضمن أي تفاصيل بشأن عملية الاختراق أو كيفية التعامل معها.
ولكن البيان طالب شركات الاتصالات الأمريكية أن تجد طريقة دائمة لمنع عملاء بكين من اختراق الأنظمة. لأنها تعتمد على مجموعة غير متجانسة من الأنظمة القديمة. وهذا جعل عملية الاختراق الصينية لأكثر من 10 شركات اتصالات أمرًا أسهل.