منذ بدأت أولمبياد باريس 2024، وسقوط الأمطار يسبب ارتكابًا لمنظمي دورة الألعاب الأولمبية 2024. ما جعل البعض يتساءل هل تستخدم فرنسا تقنيات استمطار السحب؟. وذلك بعدما شهد حفل افتتاح الأولمبياد سقوطًا للأمطار.
ورغم الجهود التي يبذل منظمو الأولمبياد فإن بعضًا من المشاركين اشتكوا من سقوط الأمطار. التي تسبب ارتباكًا في جدول المنافسات؛ حيث يتم إلغاء بعض التدريبات بسبب سقوط المطر.
أولمبياد بكين
في عام 2008 جهزت الصين ترسانة صواريخ وطائرات لحماية حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، التي أقيمت حينها في بكين، لمنع هطول الامطار.
وإذ قال مسؤولون صينيون في هذا الوقت إن هناك احتمالا بنسبة 47 في المئة لسقوط مطر خفيف أثناء حفل افتتاح الأولمبياد الذي أقيم في يوم 8 أغسطس 2008.
وكان الغرض من هذه العملية إفراغ السحب من المياه قبل أن تتساقط على كبار الشخصيات العالمية الذين حضروا حفل الافتتاح في ستاد “عش الطائر”.
وأطلقت الصين وفق، موقع فرنسا 24، أكثر من ألف صاروخ تحمل مادة “يوديد الفضة”. وذلك اعتمادًا على التنبؤات الدقيقة للطقس لحاسوب شركة imp العملاق، وقد نجحت الصين في خطتها آنذاك.
أولمبياد باريس
بينما أوضح، موقع فرانس 24، السلطات الفرنسية لن تستخدم مثل هذه التقنيات في أولمبياد باريس.
ويتطلب نجاح عملية الاستمطار، وتحقيق أهدافها المرجوة منها توافر أكثر من ظرف وعامل ملائم، مثل أن تكون السحب الركامية وانتشارها على مساحات معينة، ووجود تيارات الهواء الصاعد والمحمل بالرطوبة أو بخار الماء.
بالإضافة إلى إتمام عملية الحقن في الوقت المناسب، وحقن كمية مناسبة من المواد الكيميائية المحفزة التي تكفي لسقوط المطر.
تقنيات استمطار السحب
تُعرف تقنيات منع سقوط الأمطار بـ “استمطار السحب”. وهو عبارة عن عملية استثارة وحفز للسحب والغيوم لإسقاط المياه أو الثلوج التي تحملها. على أن يكون ذلك فوق مناطق جغرافية محددة عن طريق السلطات.
وتستخدم في هذه العلمية وسائل صناعية ومواد كيميائية مثل “يوديد الفضة”. تعمل على هطول الأمطار، أو زيادة ما تسقطه هذه السحب من أمطار مقارنة بما يمكن أن يهطل منها بشكل طبيعي.
وفضلًا عن مادة “يوديد الفضة”، يستخدم أيضًا ثاني أكسيد الكربون المُجمَّد أو ما يعرف باسم “الثلج الجاف”. بالإضافة إلى الأملاح الرطبة، خاصة كلوريدات الصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم. يذكر أن هذه من أكثر المواد الكيميائية استخدامًا في عمليات استمطار السحب.
يعد الغرض من هذه العملية هو تعديل ظروف الطقس في مكان ما. أو العمل على تحسين الأحوال الجوية بغرض زيادة كميات الأمطار المتساقطة فوق الأراضي الزراعية المعرضة للجفاف، أو المناطق التي تعاني درجات عالية.
غير أن استمطار السحب يمكن أن يكون لأهداف أخرى منها منع سقوط الأمطار الغزيرة فوق بعض المناطق مثل المناطق الزراعية التي تكون معرضة لسقوط الأمطار بغزارة؛ ما يؤدي لتلف المحاصيل. كما تستخدم هذه التقنية من أجل منع تكون البرد أو الضباب فوق المطارات المزدحمة لتسهيل عمليات إقلاع وهبوط الطائرات.
وأيضًا يكون الغرض من عملية الاستمطار تحقيق أهداف استراتيجية سواء كانت بعيدة أو قصيرة المدى. ومنها:
- زيادة كثافة الغطاء النباتي ليكون صالحًا للرعي.
- إعادة ملء السدود.
- العمل على زيادة مخزون المياه الجوفية
طرق استمطار السحب
يوجد أكثر من طريقة لتنفيذ عملية الاستمطار. لكن الطريقة الأكثر شيوعا هي إجراء هذه العملية بحقن السحب الركامية بمادة “يوديد الفضة”. بالإضافة إلى بعض المركبات الكيميائية أو الأملاح للعمل على زيادة كثافة هذه السحب.
وكذلك تحويل قطرات الماء التي تحملها السحب إلى بلورات ثلجية ثقيلة. ويؤدي ثقلها إلى أت تنهمر الأمطار على الأرض.
على أن يتم ذلك باستخدام الطائرات والصواريخ التي تعد وسائل وآليات تستخدم في عمليات حقن السحب بهذه المواد في حالة الحقن الجوي.
ويمكن أن يحدث حقن السحب باستخدام مضادات الطائرات، التي تستخدم عبر إطلاق قذائف محملة بملح الفضة وكأنها إطلاق للألعاب النارية.
جدير بالذكر أنه يوجد على مستوى العالم دول عديدة تطبق عملية استمطار السحب من أجل تعديل الطقس أو تحسين مواردها المائية.
ويعد من أبرز هذه الدول التي تقوم باستمطار السحب عبر ضربها الصواريخ المحملة بمادة مادة “يوديد الفضة”، الصين وروسيا وتايلاند.
أما في الوطن العربي من أهم الدول التي تستخدم تقنيات استمطار السحب السعودية، وعمان، والمغرب، والإمارات.
وذكر المتحدث باسم المركز الوطني للأرصاد خلال شهر مايو 2024، أن البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب في عام 2023م، استهداف نحو 6 مناطق عبر 415 رحلة استمطار لمدة 1312:45 ساعة طيران.
بالإضافة إلى 36 رحلة أبحاث. استغرفت مدة 111:29 ساعة طيران، وذلك باستخدام 4 طائرات استمطار وطائرة للأبحاث.
وأنتجت 15 دقيقة هطول للأمطار بمجموع يقدر بـ 4 مليارات متر مكعب، بناء على الدراسات البحثية للبرنامج.