أمريكا تنتفض ضد مواقع التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال 

تواصل اجتماعي
social media

أثار صدور قانون سلامة الأطفال على الإنترنت (Kids Online Safety Act (KOSA)) جدلاً كبيرًا في الولايات المتحدة، بعد ازدياد الهجوم على الإنترنت، وفي القلب منه مواقع التواصل الاجتماعي.

تواصل اجتماعي
social media

وسائل الإعلام الأمريكية

في الأيام الأسابيع القليلة الماضية، تناولت هذا الموضوع وسائل الإعلام الأمريكية الكبيرة تقريبًا، بينها “فيننشال تايمز” و”سي إن إن” والـ”واشنطن بوست” وغيرها.

الحديث كان يدور حول المخاطر التي يتعرض لها الأطفال قبل فوات الأوان.

زاويا كثيرة؛ اشتملت عليها الموضوعات؛ ما بين المعلومات التي ينبغي أن لا يدخل عليها الأطفال الأقل من 16 عامًا، إلى طريقة استخدام الجوال.

لكن أهم الزاويا محل النقاش؛ هي الصحة العقلية، ففي كتاب عالم النفس الاجتماعي “جوناثان هايدت” يصف الأجيال الحالية من الأطفال بالجيل القلق.

مقابلة مع سي إن إن

أظهرت مقابلة صحفية أجرتها سي إن إن مع “جوناثان” حجم مخاطر على الأطفال.

على سبيل المثال، قالت جمعية علم النفس الأمريكية: إن مواقع التواصل الاجتماعي غير آمنة بالنسبة للأطفال.

وطلبت الجمعية من الشركات المطورة إعادة تصميم مواقع التواصل الاجتماعي على نحو آمن للأطفال.

من جهة أخرى، هناك اعتقاد أن الشركات الكبرى مثل “ميتا” و”ميكروسوفت” و”قوقل”… إلخ، لن تستجيب لهذه الطلبات.

 

الأطفال والتواصل الاجتماعي في مقابلة لسي إن إن
الأطفال والتواصل الاجتماعي في مقابلة لسي إن إن

المجتمع الأمريكي في مأزق

في البداية، اعتبر جوناثان هايدت، أن المجتمع الأمريكي في مأزق.

وأرجع السبب لذلك إلى المبالغة في حماية الأطفال من الاختطاف والتهديدات في الثمانينيات والتسعينيات، لكن هذا الفراغ ملأته التكنولوجيا.

وتابع: يعتقد الجميع أن الإنترنت منقذ الديمقراطية وتبين العكس، أصبح الأطفال بدلاً من أن يقضوا أربع أو خمس ساعات، يقضون من سبع إلى تسع ساعات على الهواتف والشاشات الأخرى.

وجادل “جوناثان”، بأن الأطفال يجب أن يعودوا إلى اللعب التقليدي؛ لأن طفولتهم تعتمد على ذلك، لكن البيانات الحديثة تشير إلى عكس ذلك.

قبل 2010 كان معدل الأطفال الذين يذهبون للمستشفيات بسبب إصابات من اللعب أكبر من الفترة الحالية، الآن هم آمنون جسديًا لكن على حساب النمو العقلي لهم.

بالإضافة إلى ذلك، فالتأثير مختلف على الأولاد والبنات، فالأولاد يتجهون إلى ألعاب الفيديو واليوتيوب وريديت، في حين الفتيات إلى وسائل التواصل “إنستجرام” و”بينتريست” و”تمبلر”.

الفتيات تتحدث عن المشاعر أكثر من الأولاد، وذلك فيه خطورة عندما ترتبطن ارتباطًا كبيرًا بأقرانهن عبر وسائل التواصل.

زيادة الأمراض العقلية

نتيجة لذلك، ظهرت حالات كثيرة آذت فيها الفتيات والأولاد أنفسهم، وتضاعفت هذه الحالات ثلاث مرات تقريبًا، وأكبر زيادة هي في حالات المرض العقلي.

من جهة أخرى، كانت جائحة فيروس كورونا، كارثة ومكسبًا هائلاً لمواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أغلقت المدارس ومنع اللعب فزادت معدلات الأمراض العقلية.

قتال على التكنولوجيا

على النقيض من ذلك، تزداد حدة الإقبال على التكنولوجيا فيما يشبه القتال، فالآباء لا يستطيعون فعل شيء ويتملكهم اليأس، والكارثة كبيرة في أمريكا والعالم عامة.

نصائح جوناثان

  • ممنوع استخدام الهواتف الذكية قبل المدرسة الثانوية.
  • ممنوع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى سن 16 عامًا لأنها غير مخصصة للأطفال.
  • يجب أن تكون المدارس خالية من الجوال فهو أكبر جهاز إلهاء عن الدراسة.
  • العودة إلى اللعب التقليدي في العالم الحقيقي.

تحذير من كارثة وشيكة

يقول عالم النفس الأمريكي؛ جوناثان هايدت: إذا استمر هذا الحال كما هو ستزداد معدلات الأمراض العقلية وإيذاء النفس والانتحار، ولا يجب أن ننتظر أن يعاني 100% من الأطفال من الاكتئاب والقلق.

وأضاف: هناك بالفعل نصف الفتيات و30% عامة من الأطفال يعانون من القلق والاكتئاب، و30% فكروا في الانتحار هذا العام.

من جهة أخرى، يقول “جوناثان”: إن هذه المؤشرات ستؤثر على مستقبل النمو السكان في المستقبل القريب. وهناك آثار اقتصادية ضخمة وعشرات القضايا ترفع ضد “ميتا” و”سناب شات”، بسبب المبالغ الهائلة التي تنفق على خدمات الطوارئ النفسية للمراهقين.

كما قال: إذا أصبح لدينا جيل إلى ثلاثة أجيال من هذا النوع، فإن مستقبل اقتصاد السوق الحر في خطر، وهذه الأجيال لا تريد المخاطرة.

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الصحة العقلية للأطفال

اقرأ أيضًا

ما مدى استحقاق شخص لدعم حساب المواطن عقب استئجاره…

الرابط المختصر :