حوار: عبدالله القطان – مارينا عزت الفريد
يُشكل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أهمية كبيرة في المملكة العربية السعودية، بل في العالم، فهو أحد المعايير الأساسية في المعيشة، ما يضع المسؤولية على كاهل كلية الاتصالات وتقنية المعلومات؛ لتخريج كوارد مؤهلة تستطيع العمل والتطور باستمرار في هذا المجال.
كان لنا هذا الحوار مع أحمد بن عبد الله الخليفة؛ عميد كلية الاتصالات والمعلومات في الرياض:
كيف تتعامل كلية الاتصالات وتقنية المعلومات مع المسؤولية الملقاة عليها؟
-قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بلا شك هو أحد مقاييس تقدم الدول، وحققت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة قفزة هائلة ونوعية في هذا القطاع، بمشاركة عدة جهات؛ حيث تم إنشاء هيئة خاصة للاتصالات وتقنية المعلومات، بأمر ملكي، ومنظمات وهيئات ومؤسسات تهتم بقطاع الاتصالات، وتقنية المعلومات، وتم التركيز عليها من ناحية التطوير والتدريب، من قِبل القطاعات التعليمية والتدريبية.
ونحن كقطاع تدريبي وتعليمي ندرك أهمية إعداد الكوادر؛ حيث ركزت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التابعة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على تطوير القطاع التدريبي المتعلق بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لإدراكها بأن هذا القطاع مهم جدًا، ومتسارع في التطوير، وهو ما يؤكد تقدم المملكة في مجال التكنولوجيا التي تظهر جيدًا في السوق السعودي بشكل قوي أفضل من الدول المجاورة؛ ما شجع القطاع التدريبي على التطور بشكل سريع وتدريب الكوادر البشرية لمواكبة التطور التقني الموجود بداخل المملكة وأسواق الاتصالات العالمية.
حدثنا عن الجهود التي بذلتها الكلية وما واجهته من تحديات لتواكب السعودة
هي جزء من حزمة الجهود التي أشرفت عليها المملكة لسعودة قطاع الاتصالات بشكل عام، وسعودة قطاع الهواتف قبل سنتين وهي تجربة ناجحة دعمها صندوق الموارد البشرية، وتكاتف وزارة الأمل، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وقطاعات أخرى في الدولة؛ ما ساعد الكلية في تدريب نحو 2000 شخص في قطاع الجوالات وصيانة الهواتف، وخرج الطلاب المتدربون لممارسة أعمالهم، وهم الآن موجودون في سوق العمل، بعضهم يتبع القطاع الخاص، وآخرون أنشأوا مشروعات خاصة بهم، وهو ما يمثل طريقًا ممتازًا للطلاب الراغبين في عمل مشروع خاص بهم؛ حيث يمكنهم الحصول على هذه الدورات التدريبية، وتم استحداث معامل خاصة بالتدريب.
والآن نخوض تجربة مماثلة أخرى، وهي سعودة قطاع “الفايبر” أو الألياف الضوئية، ونحن بصدد توقيع اتفاقية مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؛ لتدريب 2000 شخص، فالقطاع يضم حاليًا أجانب بنسبة 100% ونأمل في أن يكون سعوديًا 100% خلال أقل من 4 سنوات، بتكاتف الجهود مع القطاعات الأخرى، وتعمل الكلية على التدريب بإنشاء معامل خاصة على استعداد وتجهيز عالي المستوى بالتعاون مع شركات عالمية؛ لكي يكون هذا المتدرب جاهزًا لسوق العمل بعد التخرج، واستبدال الموظف الأجنبي ليحل محله السعودي المتدرب؛ من خلال عمله الخاص، أو القيام بالعمل من خلال الشركات الموجودة في هذا المجال.
كيف استطاعت الكلية مواكبة التغير التكنولوجي من خلال المناهج الدراسية؟
صحيح الاتصالات بالتأكيد ضمن البنية التحتية لأي مشروع جديد، والدولة التي لا تكون ناجحة في الاتصالات قد يكون اقتصادها متعثرًا، لذا أصبح على المتدربين أن يدركوا هذه الأهمية ويحرزون “قصب السبق” لتطوير هذا القطاع، وتحديث مهاراتهم فيه، وهذا ما يحتم على الكلية أن تتوافق مع المعايير العالمية؛ ولكي نواكب النهضة الحضارية في هذا القطاع، لا بد أن نعرف كيف تعمل هذه التقنيات المتسارعة جدًا، وذلك من خلال التدريب بمعايير عالمية، من خلال الاستعانة بشركاء من المجال، من ينتجون هذه التقنيات، فمثلاً، في قطاع شبكات الحاسب الآلي والاتصالات، توجد شركات متميزة جدًا على المستوى العالمي، ما دعانا إلى الاستفادة من خبراتهم، ومناهجهم ومعاييرهم، عن طريق وضعها كجزء معتمد للتدريب.
وكي نستطيع التدريب على تقنيات الأجيال “الثالث، والرابع، والخامس” لا بد من الاستعانة بالشركات التي أنتجت هذه التقنيات، وعقد شراكات معهم، والآن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني توجد لديها شراكات عالمية مع شركات قوية في هذا المجال، مثل الشراكة التدريبية القوية مع شركة “مايكروسوفت”، وشركة “ساسكو” وشركة “أوركل”، وشركة “هواوي” ونستعين بما لديها من تقنيات، ومناهج، معايير؛ كي نجعل عملية التدريب متوافقة مع متطلبات السوق.
وأنشأت الكلية أكاديميات بالتعاون مع هذه الشركات للتدريب، مثل أكاديمية “ساسكو” السعودية، وهي أول أكاديمية تم إنشاؤها في الشرق الأوسط، وهي أكاديمية ناجحة جدًا ويذهب إليها العديد من طلابنا؛ للاستفادة من مناهج الشركة، وتعلم التقنية حتى يتخرجوا وهم جاهزون لسوق العمل، وممارسة أعمالهم وفقًا للتقنيات العالمية، وتوجد لدينا شهادات احترافية من هذه الشركات، ونحن نعد الطالب بالحصول على هذه الشهادات، ولن نتوقف عند هذه الشراكات، فقريباً سنعقد شراكات جديدة مع شركات تقنية عالمية، مثل شركة “جوجل”، و”استريسك”.
كيف تهيئ الكلية الطلاب لمشاريع من نوعية مشروع “نيوم”؟
أدركت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ضرورة وجود تحديث لبرامجها التدريبية؛ كي تواكب الثورة الرقمية، فهناك مراجعات دائمة للمناهج بشكل عام، وبشكل خاص في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؛ لأنه سريع التغير ويختلف عن القطاعات والتخصصات الإنتاجية الأخرى مثل، الكهرباء والميكانيكا التي تكون بطيئة في التسارع قليلًا عن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؛ لذلك يوجد مراجعة سنوية لجميع المناهج وجميع الشراكات العالمية الموجودة لدينا مع شركات عالمية، وتغيير المنتجات والتقنيات التي نُدرب عليها.
على سبيل المثال، كنا العام الماضي ندرب الطلاب على تقنيات الجيل الرابع ولكن لمواكبة التطور التكنولوجي أصبحنا ندربهم على تقنيات الجيل الخامس، فحدثنا بعض المناهج لدينا، بما يواكب أيضًا إنترنت الأشياء، وتقنية “الروبوتات”، وكل ما يتعلق بالثورة الصناعية الرابعة؛ حيث أوجدنا مقار تدريبية، يقوم الطالب بالتدريب من خلالها وإنشاء مشاريع بسيطة تكون ضمن تخصصه في الاتصالات وتقنية المعلومات، والآن نسعى إلى استحداث تخصصات جديدة، مثل تخصص “أمن المعلومات”، ونستعد لإطلاقه قريبًا، فهو تخصص نادر جدًا يطلبه سوق العمل لأهميته بالنسبة لتقنية الاتصالات، ويساعدنا في ذلك مدربونا، فهم مؤهلون لذلك؛ لأنهم يحملون على الأقل درجة الماجستير من الدول الخارجية، مثل اليابان، وأمريكيا وأستراليا، وأوروبا، والكثير من التقنيات التي يمكننا الاستفادة منها، لتطبيق ما هو أفضل لسوق العمل.
كيف تغيرت التخصصات لتناسب متطلبات السوق ؟
كان للتخصصات تحديث سريع جدًا، فتم استبدال تقنيات الاتصالات القديمة مثل التقنيات المتعلقة بالميكرويف، والاتصالات العادية والقديمة، وتولت المؤسسة العامة للتدريب التقني تحديث كل ذلك؛ عن طريق وضع مشروع أشرفت عليه المؤسسة، باستضافة أشخاص من قطاع الأعمال، ووزارة البرق والبريد سابقًا، وهي الآن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاستفادة من مشغلي بعض الخدمات، وشركات الاتصالات، واستضفنا لكل مقرر على حدة مجموعة من المتخصصين أشرفوا على وضع المنهج، كما يتطلب سوق العمل بالكامل؛ لوضع منهج متكامل لكل مقرر وتخصص، فمثلًا تخصص الحاسب الآلي في السابق كان يقتصر على البرمجة فقط، والآن يوجد لدينا شعبة الشبكات، وتخصص إدارة الأنظمة، لإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وتخصص البرمجيات، وهو يشمل بالبرمجة وكل ما يتعلق بها، وتخصص “أمن المعلومات”، وهو ما تطلبه كثير من الشركات في قطاع الأعمال، والآن نجهز المناهج للتدريب عليه، بالتعاون مع شركات عالمية في هذا المجال.
هل يمكننا استشراف مستقبل الطلاب الموجودين في الكلية ؟
في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يوجد توجه عالمي للأشياء التي تعتمد على تقنية المعلومات والتقنيات التي تحتاج إلى أشخاص مؤهلين لخمس سنوات مقبلة، مثل قطاع “أمن المعلومات” وقطاع “إنترنت الأشياء”، وقطاع “التخزين السحابي”، وقطاع “الروبوتات”.
وهذه كلها تخصصات بدأنا نلمس الحاجة إليها في سوق العمل، ويأتي إلينا وافدون ويطلبون إضافة مقر تدريبي لواحد من هذه التخصصات، وكي يكون لنا السبق، بدأنا دخول هذه التخصصات كي تكون جزءًا من مناهجنا، وليست كتخصصات كاملة، إلا إذا تبلور لنا تخصص واضح جدًا، مثل “أمن المعلومات”، الذي وضح أمامنا ويوجد لدينا القدرة للتدريب عليه، وسوف نستقدم شركاء عالميين، يقومون بالعمل على معايير عالمية، واستشرافًا للمستقبل نجد أن كل ما تطلبه الثورة الصناعية الرابعة، يدخل الآن في التدريب بشكل جزئي، ثم بعد ذلك قد تكون لدينا الحاجة إلى اتخاذ مسار كامل لتخصص معين.
بعد قراءة الموضوع يمكنك معرفة المزيد عن الكلمات الآتية:
5G Apple ChatGPT Google iPhone أبل أمازون أمن المعلومات أندرويد إيلون ماسك الأمن السيبراني الإنترنت البيانات التخصصات المطلوبة التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الزراعة السيارات الكهربائية الصين الطاقة الفضاء المدن الذكية المملكة العربية السعودية الهواتف الذكية تويتر جوجل حساب المواطن رابط التقديم رابط التقديم للوظيفة سامسونج سدايا سيارة شركة أبل شركة جوجل عالم التكنولوجيا فيروس كورونا فيسبوك كورونا مايكروسوفت منصة أبشر ناسا هاتف هواوي واتساب وظائف شاغرة
Leave a Reply