أحدث تطورات قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي

أحدث تطورات قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي
أحدث تطورات قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي

منذ عقود كان قطاع الفضاء وسيلة مهمة للدول المختارة لإثبات قدرتها على العمل في ساحة عالية التقنية ومكلفة، وبالتالي إظهار قوتها في السياسة والتجارة.

في حين أن الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وفرنسا هم قادة راسخون في الفضاء، بميزانيات كبيرة وسجل حافل بالإنجازات، يظهر لاعبون جدد بطموحات جريئة.

وفي عام 2022، أصبحت كوريا الجنوبية الدولة العاشرة التي تجري إطلاقًا مداريًا.

وفي الشرق الأوسط، تتطلع دول الخليج – بالعمل معًا ومنفردة – إلى تحقيق اختراقات علمية وتجارية جديدة في مختلف مجالات صناعة الفضاء.

فيما تحمل هذه الطموحات آثارًا جيوسياسية كبيرة معها؛ حيث يتفاوض عدد متزايد باستمرار من الدول المرتادة للفضاء حول قطاع حساس ومتزايد القوة.

ومثلت ميزانية الفضاء المدني للولايات المتحدة (حوالي 24 مليار دولار) أكثر من 40 ٪ من الإجمالي العالمي اعتبارًا من عام 2022.

كما كانت حوالي ضعف تلك التي تخصصها الصين لعلوم الفضاء، لتحل في المرتبة الثانية عالميًا.

علاوة على ذلك، وصل عدد وكالات الفضاء الوطنية حول العالم إلى ما يقرب من 70 وكالة خلال العام الماضي.

هناك المزيد من الدول التي لديها مقاعد على الطاولة من حيث النشاط الفضائي أكثر من أي وقت مضى، أيضًا يحرص مجلس التعاون الخليجي على لعب دور بارز في هذا المجال.

وفي الواقع، مع الموارد الوفيرة وأولوياته الواضحة لتنويع اقتصاداته عبر التقنيات المستقبلية، تتوافق الأعمال الفضائية بقوة مع أهداف دول مجلس التعاون الخليجي.

علاوة على ذلك، تعد الإنجازات في الفضاء وسيلة مفيدة لدول مجلس التعاون الخليجي لزيادة علامتها التجارية الوطنية.

اقرأ أيضًا:

كيف تستفيد دول مجلس التعاون الخليجي من الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم؟ (2-1)

 

أحدث تطورات قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي
أحدث تطورات قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي

تطورات قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي

المملكة العربية السعودية

لعبت المملكة العربية السعودية دورًا رائدًا في إطلاق أول قمر صناعي عربي في عام 1985ميلادية، بواسطة عربسات.

وتم إنشاء عربسات من قبل جامعة الدول العربية ككل، واتخذت مقرها الرئيسي في الرياض، وكان السعوديون هم أكبر مساهم فيها بهامش كبير.

في نفس العام، أصبح الأمير “سلطان بن سلمان آل سعود”؛ نجل العاهل السعودي الحالي الملك “سلمان”، أول رائد فضاء عربي.

تمامًا كما هو الحال في القطاعات الأخرى، تؤكد المملكة العربية السعودية، أنها أكبر اقتصاد في دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال نهج جديد وطموح للفضاء.

وفي عام 2020، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تخصيص 2.1 مليار دولار لبرنامجها الفضائي كجزء من جهود التنويع المحددة في الإطار الاستراتيجي لرؤية السعودية 2030.

كذلك كشفت هيئة الفضاء السعودية عن خطط لبرنامج مسرعات الفضاء السعودي في نهاية عام 2022.

ثم في فبراير 2023، اختارت الحكومة السعودية اثنين من رواد الفضاء السعوديين للذهاب إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) في وقت لاحق من العام في مهمة بقيادة شركة اكسيوم سبيس الامريكية.

بدورها، قالت هيئة الاتصالات والفضاء والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية: إن الاستراتيجية الوطنية للفضاء ستصدر في عام 2023.

كما أشارت إلى أنها تشمل القطاعات ذات الأولوية للنشاط الفضائي السعودي السياحة، والتصوير، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، والاستكشاف.

وعلى الرغم من أنهم في مرحلة مبكرة من تطوير قطاع الفضاء لديهم مقارنة بالإماراتيين، فإن السعوديين يتحركون الآن بسرعة ويظهرون نيتهم في أن يصبحوا دولة رائدة في الفضاء.

الإمارات العربية المتحدة

في السنوات الأخيرة، حققت الإمارات العربية المتحدة دفعة كبيرة؛ حيث كانت نقطة الانعطاف هي إصدار الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، التي وافق عليها مجلس الوزراء في مارس 2019.

وتحدد الاستراتيجية خططًا لتطوير سياسة فضائية وطنية مفتوحة، وتشمل أربعة مراكز للبحث والتطوير، ووضع قوانين ولوائح وطنية للفضاء.

وفي عام 2021، دخل مسبار الأمل الإماراتي في مدار حول المريخ، مما يجعلها أول دولة عربية وخامس دولة على مستوى العالم تنجز هذه المهمة.

في العام التالي، أعلنت أبوظبي عن تخصيص أكثر من 800 مليون دولار للصندوق الوطني للفضاء.

ويهدف إلى “بناء القدرات والكفاءات الوطنية، وزيادة المساهمة الاقتصادية لتنويع الاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانة الإمارات في قطاع الفضاء”.

ومن حيث الإستراتيجية المفصلة مع التمويل المرتبط بها، تعد الإمارات اللاعب الأكثر تطورًا في قطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي نهاية عام 2022، تم إطلاق راشد روفر، أول مركبة فضائية قمرية عربية الصنع، من محطة كيب كانافيرال للقوة الفضائية.

بالإضافة إلى ذلك، شرع “سلطان النيادي” في أول مهمة طويلة الأمد يقوم بها رائد فضاء إماراتي عندما وصل إلى محطة الفضاء الدولية في أوائل مارس.

قطر

في حين أن الإماراتيين والسعوديين يمثلون غالبية النشاط الفضائي لدول مجلس التعاون الخليجي اليوم، فإن الدول الأعضاء الأخرى تتخذ خطوات جديرة بالملاحظة أيضًا.

وفي الأشهر الأخيرة، وقعت شركة القمر الصناعي سهيل سات القطرية اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة أكسيس نتوركس.

وعقدت القيادة المركزية الأمريكية أول منتدى فضائي لها في قاعدة العديد الجوية في قطر.

سلطنة عُمان

في المقابل، عُمان هي موطن لأحدث محطات مراقبة الأقمار الصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تستخدم للمساعدة في تنظيم إشارات اتصالات الأقمار الصناعية.

كذلك استثمر صندوق الثروة السيادية العماني وهيئة الاستثمار العمانية، في سبيس إكس في عام 2021.

كما خططت عُمان لإطلاق أول قمر صناعي لها، من بريطانيا، في أوائل عام 2023، لكن إطلاق فيرجن أوربت الذي يحتوي على القمر الصناعي فشل.

الكويت

علاوة على ذلك، أطلقت دولة الكويت أول قمر صناعي لها في يونيو عام 2021.

 

البحرين

تم وضع أول قمر صناعي بحريني في مداره في ديسمبر 2021، بالتعاون مع وكالة الفضاء الإماراتية.

كذلك، من المقرر أن تطلق البحرين أول قمر صناعي لها بالكامل “صنع في البحرين” بحلول نهاية العام  الحالي 2023.

 

وتتطلع دول مجلس التعاون الخليجي إلى إقامة شراكات مع دول أخرى، من أجل تعزيز أهدافها الفضائية والتركيز على التصنيع المحلي وتنمية رأس المال البشري.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى كل من السعوديين والإماراتيين إلى الاعتراف بهم كقوى فضائية إقليمية مع صناعات فضائية وطنية تبتكر وتثبت التنوع الاقتصادي.

ومع استمرار اكتساب قطاع الفضاء أهمية تجارية وسياسية في جميع أنحاء العالم، فمن المهم لهذه الدول النظر في الآثار الجيوسياسية لشراكاتها الفضائية مع الحكومات الأخرى.

المصدر

اقرأ أيضًا:

أهم مشاريع تعزز استخدام التكنولوجيا في دول مجلس التعاون الخليجي

 

الرابط المختصر :