حادثة لبنان ليست الأولى من نوعها ، لكنها الأكبر من حيث نطاق الاستهداف والتأثير، حيث استهدف اليوم هجوم سيبراني – نتج عنه تفجير- أجهزةَ النداء الآلي “أجهزةَ بيجر”، المستخدمة على نطاق واسع للتواصل. ما نتج عنه إصابة أكثر من 2750 شخصًا من حاملي هذه الأجهزة في وقت واحد.
مفهوم Kill switch
يطلق على عملية إيقاف الأجهزة للطوارئ أو لتفادى أضرار معينة أو إعطابها عن عمد كلمة “Kill switch”. وتستخدم التقنيات الحديثة طرقًا عدة لتحقيق نفس المفهوم.
في التقنيات العسكرية تكون هذه العمليات مفيدة جدًا لحماية التقنيات الحديثة التي تمتلكها الجيوش من الوقوع في الأسر.
ويمكن أيضًا استخدامها عند عطب توجيه الصواريخ أو إطلاقها. ومن ثم تفجير الصواريخ في حال طيرانها قبل الوصول إلى الهدف أو تحقيق أي أضرار غير مرغوب فيها. واستخدامها في الطائرات حال وقوعها بالأسر وغير ذلك من الاستخدامات.
كذلك تلك التقنيات تصلح أن تُفعل “عن بعد” باستخدام موجات لاسلكية، وبأمر خاص للأجهزة المملوكة للجيش نفسه.
وعلاوة على ذلك، تُفعل باستخدام هجوم سيبراني على العدو ببرمجيات اختراق تقوم بإعطاب المركبات والطائرات حال تشغيلها. أو غير ذلك من الوسائل. وقد تُفعل من داخل المركبة عند هجرانها أو إصابتها بواسطة مشغلي المركبة.
ماذا حدث في لبنان؟
ما حدث في لبنان هو هجوم موسع على نوع معين من الأجهزة القديمة نسبيًا، وهي أجهزة Pager device. وتستخدم تلك الأجهزة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتشتهر بإنتاجها العديد من الشركات التقنية وتعد “موتورولا” أشهرهم.
يعمل الجهاز علي تلقي الرسائل لاسلكيًا، ويمكنه أيضًا أن يستقبل الرسائل الصوتية. وأن يكون مرسلًا ومستقبلًا أو مستقبلًا فقط. وعادة ما تحتوي هذه الأجهزة على بطاريات “ليثيوم” لإمدادها بالطاقة اللازمة للتشغيل.
كيف تحولت أجهزة بيجر إلى قنبلة؟
بعيدًا عن فرضية إضافة عبوات متفجرة صغيرة إلى الهواتف المحمولة أو أجهزة الـ Pager وذلك لصعوبتها. ففي هذه الحالة فإن الجهات العسكرية لابد من أنها قد فحصت هذة الأجهزة بعناية قبل استخدامها للتأكد من سلامتها وملائمتها للعمل. و حيث إن هذه الأجهزة تستخدم حاليا بواسطة العسكريين وليس المدنيين ، في الغالب ، فإننا نستبعد هذه الفرضية حاليًا ما لم يثبت العكس.
لا يبقى من الخيارات المتاحة لتنفيذ مثل تلك العملية إلا تحويل بطاريات الليثيوم إلى قنبلة في حد ذاتها. ولمزيد من التفاصيل إلبك هذا المقال: كيفية عمل البطاريات.. تعرف على المخاطر المحتملة
وتتكون هذه البطاريات من “أنود” عنصر الليثيوم النشط جدًا كيميائيًا، الذي يتفاعل بشدة مع الماء والهواء.
وكذلك تحتوي على “كاثود” من مواد خاصة يمكنها استيعاب أيونات الليثيوم، ويقع بينهما إلكتروليت سائل لنقل أيونات الليثيوم بين الكاثود والأنود.
وتمتلك بطاريات الليثيوم الكثير من ميزات التشغيل غير أنها تمتلك عيبًا قاتلًا، يتمثل في قابليتها للانفجار إذا تعرضت للشحن الزائد أو التفريغ الزائد أو لقصر الدائرة “التوصيل بين قطبي البطارية”.
كيف يمكن تفجير جهاز بيجر؟
ببساطة يحدث ذلك، إذا قام أحد الأفراد بقصر الدائرة أو تفريغها بسحب تيار كبير منها فإنها ستزداد درجة حرارتها؛ ما يؤدي إلى انفجارها.
وفي الفيديو الملحق، يظهر بعض بطاريات الليثوم، خلال انفجارها نتيجة الشحن الزائد أو الحرارة الزائدة.
في حالة الأجهزة الإلكترونية مثل Pager device والهواتف يمكن اختراق الجهاز وتحميل برمجيات خبيثة يمكنها صنع سحب تيار كبير جدا من البطارية قى وقت قصير. ويمكن فعل هذا بواسطة أمر محمل على موجة لاسلكية يتم بثها عبر أبراج الهاتف المحمول، كما لو كانت مكالمة عادية. ويمكن أيضًا بثها عن طريق مسيرة أو طائرة أو قمر صناعي.
تفادي مثل تلك الهجمات على أجهزة بيجر وغيرها
يمكن تفادي تلك الهجمات بصناعة الأجهزة الالكترونية المستخدمة فى الإتصالات محليًا بعيدًا عن الاستيراد الأجنبي. أو إعادة تصميم البرمجيات الخاصة بها وتحديثها عبر دوائر سيرفرات خاصة. غير أنها لن تكون منيعة على الإطلاق وتستلزم المتابعة المستمرة، ولكن ذلك يقلل من وتيرة وتأثير هذه الهجمات في المستقبل.